· 

بين التفاؤل والايجابية ومواصلة الانتاج


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


‎بات من المؤكد لي بعد اكثر من ثلاثين عامًا من خوضي عالم الصناعة والتجارة ومؤخراً الزراعة ، أن التفاؤل والإيجابية ينتقلان بالمعاشرة ، فالاكثار  من معاشرة الناجحين زادني تفاؤلاً فيما ابتعادي عن مجالسة العاجزين والمحبطين جعلني أتجنب الاحباط والتشاؤم ، وهكذا أكتشفت أن أهم مفاتيح تطوير النفس البشرية هي النظرة الإيجابية إلى الحياة بتفاؤل وأمل


ولعل أكبر التحديات وأعظمها في حياة الانسان هي التحديات التي يقوم بها لتحسين قدراته الذاتية ، لذا وجب الحرص على تخصيص الوقت اليومي اللازم لتطوير المعرفة عند الانسان حتى لا يفقد جزءاً كبيراً من حياته، كما أن الاكثار من اختلاطه بالأشخاص الإيجابيين يمنحه رؤيةً جميلة للحياة ويؤثر في أفكاره وسلوكيات حياته ، وهكذا ينتقل داء الايجابية ويتحول الانسان الى شخص إيجابي بشكل لا شعوري ، ثم يبدأ بالتأثير في الآخرين من حوله ونشر ثقافة التفاؤل والايجابية ويصبح منارة خير يسعد نفوساً مكتئبة وتنشرح له قلوب متألمة…


وبين ضعف الإنسان وقِلّة حيلته وفقرهِ وفاقتهِ الى ربه ، وبين الخوف والرجاء في ما عند الله من الرحمة والمغفرة يتحول المؤمن الى التفاؤل والايجابية والايمان أن ما عند الله خير من الدنيا وما فيها ، ولعل من أهم مقومات النجاح في الاعمال  هو تحويل الازمات الى فرص كما يحصل حاليًا في الاقتصاد اللبناني المتهالك ، كذلك العمل الدائم والمستمر والاعتراف بالاخطاء والقدرة على التكيف والتفاؤل والإيجابية في العمل وتحويل الصعاب الى نقاط قوة ، وتجنب الروتين الممل الذي يبعث على الكآبة النفسية وتغيير النمط المتبع حالياً في حياتنا وأعمالنا وعلاقتنا وتجديد النشاط وجعل الحياة لها بريق يساعدنا على التفاؤل والإيجابية ومواصلة العطاء والتواصل مع الأخرين 

نقولا أبو فيصل ✍️ . ‏