· 

بين مار زخيا عجلتون وغلندل هيلز يارفان .. اللبنانية التي خططت ونفذت



قبل مغادرتها لبنان والانتقال الى أرمينيا ، ولا اعتقد أنها هاجرت لان طيور الحمام لا تهاجر! تحدثت مايا مع صورة والدها المنتقل الى السماء بصمت وريبة قائلة له : أرسمني يا ابي نجمة في السماء لابقى وحيدة قلبك لان القمر ملك للجميع ، أعدك انك ستبقى فخورًا بي بعد ان كتبتني في سجل عمرك "كلمة" ، ابنتك سوف تحفظ أسمك حتى انقضاء العمر يا ابي !

‎كما أشكرك على إعطائي أفضل حياة يمكن أن أطلبها ، سأفتقدك دائمًا ولن أنساك أبدًا ، ستأتي الأيام والشهور والسنوات وتذهب ،وسوف يكون لديك دائمًا جزء من قلبي لن أعود إليه أبدًا ، حتى نلتقي مرة أخرى 


وفيما والدتها تريز في انهماك بجمع أغراضها للهجرة في حمولة توازي “حمولة الجمل” اردفت مايا تقول : "كلنا ندرك يا ابي ان أجمل القصص تنتهي بالفراق كما فعلت انت ،لكنه ورغم الحب الدفين في قلبي لمكان طفولتي في مار زخيا- عجلتون فأنني رحلت بعد ان راح جنى العمر وأجبرني تدني قيمة النقد الوطني على الهجرة وقصدت بلاد الارمن بعد ان سطرت بحبر قلبي ما تبقى من ذكريات هناك ، إنتقلت مع والدتي وأخي الى محلة غلندل  هيلز في العاصمة يرفان وهذه ليست رغبتنا أنما مشيئة الله لجعلك تشعر بالامان حيث انت .


‎ولأن لا معرفة شخصية معها حتى الان كتبت لي تقول : لا احد يعرف قصتي بأكملها ، انا أعتني دائمًا بأسرتي منذ أن كان عمري 19 عامًا ، أنا أمرأة مجازفة ،  أخطط وأنفذ ، يلقبني أصدقائي بالعقل المدبر لعائلتي التي تأتي أولاً ودائمًا ، حتى عندما كان أبي على قيد الحياة كنت أعمل في مهنة التدريس وذلك من أجل رعايته ، ولا ازال اعمل في نفس المهنة حالياً بعد حصولي على عرض من مدرسة في يرفان ، لدي شقيقان أحدهما غادر لبنان منذ فترة ، وهو متزوج ومقيم في السعودية  


وتختم مايا قائلة  :" لطالما تحملت المسؤولية في المنزل وكان علي أن أواجه الحياة بمفردي منذ أن كان والدي مريضًا كان عمره 57 عامًا عندما توفي، كنت سأفعل أي شيء لإبقائه على قيد الحياة .. لكنني لم أستطع .... مات بينما كنت في العمل .. لم أستطع أن أقول له وداعًا .... كان علي أن أكبر في سن مبكرة جدًا  ... لم تكن الحياة سهلة بالنسبة لي ... كان علي أن أبذل قصارى جهدي طوال حياتي للاعتناء بنفسي وبعائلتي ...."

نقولا أبو فيصل ✍️