· 

بين القلق السلبي والقلق الايجابي والخلاص منه


حين سُئل رئيس الوزراء البريطاني ونستون تشرشل هل تعاني من القلق؟ أجاب: "إنني مشغول جداً ولا وقت لديَّ للقلق" مما جعلني أفهم عندما قرأت تصريحه أن الاحباط والقلق هما إحدى نتائج الفراغ ، وكلما أنهمك الإنسان في العمل كلما شعر بالرضا والتفاؤل، ولن يجد في قاموسه معنى للإحباط والتوتر أبداً وهكذا نجد الفرق بين القلق الإيجابي والقلق السلبي فالأول محفّز للإنجاز ، أما الثاني فأن تشرشل قد أجاب عليه .


والإنسان الذي لا يقلق في هذه الحياة لا يمكنه التفكير بصورة إيجابية ولا يفيد نفسه ولا الآخرين فالقلق هو ناقوس خطر يدق ليدفع الانسان إلى الأداء بشكل أفضل ، وهذا ما يسمى بالقلق الايجابي ، كما يقلق الطالب فيدرس فينال النجاح ، ولكنه للاسف قد يتحول إلى مرض قاتل إذا كان مبالغاً فيه وقد يؤدي الى شلل بالتفكير وخسارة الإنسان لعمله ، وفيما القلق الإيجابي هو ضرورة للإنجاز وتحدي الاخطار ولاحداث التوازن الحيوي الداخلي والحصول على الأمان النفسي الذي هو غاية كل إنسان للنجاح في الحياة، فأن القلق السلبي هو مبالغ فيه وقد يؤدي الى الشعور بالعجز ، ‏ويمكن وصفه بقلق الترقب من شيء غير معلوم او غير موجود وهو يمثل عامل تهديد لوجود الانسان.


واذا كان رجل الاعمال الاردني طلال ابو غزالة الذي صحت جميع توقعاته الاقتصادية السلبية للاسف نراه اليوم يعاود النظر إلى الوضع الاقتصادي العالمي الحالي بقلق إيجابي بعد أن كان ينظر  اليه بقلق سلبي ، لأن القلق الإيجابي يدفع إلى المعالجة بدل الاستسلام ، وعليه يوافق ابو غزالة رئيس بنك JP Morgan الاميركي الرأي بأن الإعصار الاقتصادي العالمي سوف يزداد شدة وتزداد معه الحروب قسوة وشمولية إلى أن يصل الكبار في هذا العالم الى قناعة أنه لا منتصر بينهم في الحرب العالمية الثالثة هذه بقيادة الصين وروسيا من جهة في مقابل الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا من جهة أخرى وأن عليهم صياغة نظام عالمي جديد للعالم .

نقولا أبو فيصل ✍️