تزايد الاحتياجات الإنسانية في لبنان

عبّر بعض الفتيان والشباب عن قلقهم بالنسبة لظروف العمل الصعبة، ومنها غياب تدابير الحماية وحقوق الإنسان الأساسية بالإضافة إلى الإساءات اللفظية والنفسية
عبّر بعض الفتيان والشباب عن قلقهم بالنسبة لظروف العمل الصعبة، ومنها غياب تدابير الحماية وحقوق الإنسان الأساسية بالإضافة إلى الإساءات اللفظية والنفسية

في ظلّ الأزمة الاقتصادية المتفاقمة في لبنان، وبحسب الدراسات التي قامت بها المنظمات لتقييم الاحتياجات، فإنّ 3,3 مليون شخصٍ هم في حالة عوز (بحسب خطة لبنان للاستجابة للأزمة، 2022). في الحقيقة، إنّ 2,2 مليون شخصٍ في لبنان، ومنهم لبنانيون ونازحون ولاجئون فلسطينيون من لبنان وسوريا يواجهون خطر انعدام الأمن الغذائي، فيما يواجه 393,000 منهم العنف القائم على النوع الاجتماعي، و334,000 بحاجة لتدابير حماية الطفل و172,000 بحاجة للوصول للتعليم (تزايد الاحتياجات الإنسانية في لبنان، مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، 2022). ولكن، وإذ أنّ هذه الدراسات لا تعكس احتياجات المراهقين وجيل الشباب، وبشكل خاص احتياجات المراهقات والشابات، فقد قامت منظّمة "بلان إنترناشيونال" في لبنان بتقييم معمّق للاحتياجات (مبني على البيانات النوعية) وبتحليل جندري من أجل تحديد الاحتياجات بصورة متكاملة ودعم الدراسات السابقة.

وقد ركّز التقييم على جمع البيانات المتعلّقة بالقضايا التي تواجه جيل الشباب في لبنان في مجالات التعليم، وسُبل العيش، الصحة والحقوق الجنسية والإنجابية، والحماية، في ستّة مناطق جغرافية محدّدة (عكار، طرابلس، عرسال، جبل لبنان، بيروت وصيدا)؛ وخلُص التقييم إلى استنتاجات مقلقة.

تبيّن أن المراهقات والشابات يواجهن، بحسب الدراسة، عوائق مشتركة متعلقة بالتعليم، وسُبل العيش، والوصول الى خدمات الحماية، وخدمات الصحة الجنسية والإنجابية. ومن أكثر القضايا التي بلّغت عنها الفتيات والشابات هي الزواج المبكر والقسري والعنف القائم على  النوع الاجتماعي؛ فيما ركّز الفتيان والشباب على ظروف العمل القاسية وتعاطي المخدّرات والمشاركة في النزاعات السياسية. عبّر اللبنانيون في منطقة عرسال واللاجئون السوريون في المخيمات في أنحاء البلاد عن مشكلة التمييز التي يعانون  منها وممّا لها  من تداعيات أمنية ونفسية وحد من فرص التعليم وسبل العيش. ومن الملفت أنّ جميع المشاركين في التقييم قد عبروا عن زيادة المخاوف المتعلقة بالأمن.

وأظهرت بعض المداخلات المقلقة من معظم المشاركين أنّه، بالإضافة إلى الحالة الاجتماعية والمالية للأسرة والمخاطر الأمنية، فإنّ العوائق الرئيسة لاستكمال الدراسة هي بشكل خاص التنمّر في المدرسة والزواج المبكر.

 

وقالت شابّة لبنانية من منطقة عرسال، عمرها 14 سنة انّ: "كان على أخي أن يترك المدرسة ليعمل في مقلع للحجارة لأنّنا بحاجة للمال؛ وإذا ما احتجنا للمزيد، فسأترك المدرسة لأساعد عائلتي في تأمين النفقات المعيشية". وقد صرّح مدير مكتب منظمة "بلان إنترناشيونال" في لبنان سافو فيشا انّ: "الأزمة الاقتصادية المتفاقمة التي تصيب مختلف القطاعات تؤثّر على اللبنانيين جميعاً، وبشكل خاص على جيل الشباب الذي يواجه خطر الاستغلال والأذى الداهم"، وشدّد على وجوب التركيز على أهمية حاجات جيل الشباب الاستثنائية ومعالجتها.

وعلى ضوء هذه الاستنتاجات، تدعو "بلان إنترناشيونال" في لبنان المجتمع المحلي والدولي لتأمين الدعم الطارئ للبرامج المكرّسة لجيل الشباب وإعطاء الأولوية لحاجات الشابات والشباب الخاصّة الاستثنائية في كلّ السياسات والموازنات والبرامج. وكان انطلاق دراسة تقييم الاحتياجات مدعومًا بحملة على مواقع التواصل الاجتماعي على صفحات "بلان إنترناشيونال في لبنان" الخاصّة على فيسبوك وإنستغرام، المعنونة "فهمونا صح" (Fhamouna Sa7) بهدف نشر الوعي في ما يتعلّق بالعوائق التي تواجه جيل الشباب، وتقديم محتوى الدراسة والمقترحات لمعالجة هذه العوائق. للاطلاع على التقرير الكامل لـ"بلان انترناشيونال" لبنان

https://bit.ly/PlanInternationalLebanonReport