· 

بين المعونة العاطفية والمعونة الالهية


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


تعودت في حياتي المهنية أن أؤيد دائماً القرارات العقلانية ، وهذا لا يعني أن عقلي لا يطلب المعونة العاطفية لتتوازن قراراتي عندما يكون هناك حاجة لذلك ، وحسب إعتقادي تتدرج صفة القرارات عند الانسان حسب الفئة العمرية للاطفال ثم المراهقين ثم الشباب الذين يميلون غالباً نحو القرارات العاطفية أكثر منها العقلانية

وفي هذا السياق يقول البابا شنودة الثالث : "أن الذين اختبروا الضيقة فقط ولم يختبروا المعونة الالهية هم قوم لم يفتحوا عيونهم جيداً لكي يبصروا الله" 


وهكذا نرى أنه حيث توجد التجارب نكتشف الله المُنقذ ونحتاج المعونة الإلهية التي تعطي عزاءً وخلاصاً.. كذلك فأن أنتظار المعونة ليس طويلاً وربما تصلك بسرعة البرق لكن بمجرد أن يرتفع في نفسك صوتُ ( الأنا ) تتخلّى عنك المعونةُ الالهية القادمة إليك بقوةٍ سماوية وسترى بعينيك كما يقول الكتاب المقدس "معونتي مِنْ عند الرب"  (مز ١٢١ : ٢) ويتابع الرب يقول أن "شهوة الروح تسندها المعونة الإلهية فإذا اشتهت الروح خيراً نجد الله يؤيدها بكل قواه " والإنسان البار في شهواته المقدسة وفي محاربته للخطيئة لا يقف وحده بل أن الله يسنده بنعمته وتسانده  الملائكة وأرواح القديسين..


وفي التجربة اللبنانية صرت متأكداً أنه وفي كل مرة عندما تعجز الحلول البشرية تأتى المعونة الإلهية ، فالله هو المنقذ دوماً وخاصة عندما يظن الجميع أننا امام هلاك لا محالة، وقد مر على اللبنانيين لحظات صعبة جداً بدا فيها الزمن قد توقف والحياة قد انتهت فأتت المعونة الإلهية ومسحت قلوب المبتلين بالصبر فحلت البركة والراحة، واكثر من ذلك يجب على اللبناني أن يؤمن ويقتنع أن لا حياة  فاضلة في هذا الشرق الاوسط الملعون بدون أحزان وضيقة ، وحيث الحاجة الى معونة الله ضرورة ملحة لكي نصمد ونقوى في أوقات التجارب ولحين مرور العاصفة .

نقولا أبو فيصل ✍️