من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤
كل ما أعرفه عن هذه الصورة أنها صورة أبي "جرجس" الذي توفي
في حادث سير مؤسف تاركاً للاقدار ستة اطفال يواجهون حياة قاسية مع الوالدة نللي ، العمة جنفياف ، الجدة فهدة والعم جميل الذين
كانوا بمثابة قديسين أحياء زرعوا الايمان المسيحي في قلوبنا والمحبة في قلوب بعضنا ، وكنت انا ثالث الاخوة الاطفال في الربيع السادس من العمر
اسم ابي كان مثالاً للتواضع والانسانية وكان حين يذكر اسمه يلتقي الجميع حول
صفات المغامرة ،الكرم ، النبل والطيبة وكان سماعي لصفات ابي في طفولتي يزيدني اصراراً بأن اكون رجلاً في المستقبل على صورته ، وكان أن الرب اراد ففعل بي ذلك كما يقول من حولي !
اليك أبي الذي اعطيتني وجوداً واسماً ليبقى معي حتى مماتي ، ومنحتني
حنانك حتى قبل أن تعرفني وأعرفك ، ذهبت باكراً جداً ولم تترك لي منك غير الصور ، اعاهدك انك ستبقى اعظم الرجال في خيالي وسوف اتذكر دوماً كلمات والدتي عنك
وأخبر بها أحفادك انك كنت ناصحاً غير معاقبٍ ، واثقاً غير مراقبٍ ، كنت رجلاً للعائلة وليس عليها .
نقولا أبو فيصل ✍️