· 

بين معاناة لبنان وصبر أيوب أهلا بهل طلة


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


سوف يذكر تاريخ  لبنان شعباً عظيماً صار أسمه "أيوبُ لبنان"  وذلك من شدة الظلم والفقر والحاجة والعذاب وليس من أحد من سياسيي لبنان هو أيوب، ولا يوجد أي مُقاربة بين الصابرٍ على الألم والصانع له اطلاقاً ، وقبل الدخول في معاناة شعب لبنان والتي طالت كثيراً ، لفت انتباهي صباح البارحة ولدى وصولي الى مطار بيروت جمالية من نوع أخر حيث وجدت طريق المطار  بحلّة جديدة بعد تمني وزير السياحة اللبناني بنزع الصور الحزبيّة  تزامناً مع إنطلاق الموسم السياحيّ وقد لاحظت أنّ أغلبيّة اليافطات قد استبدلت بأخرى ترمز إلى جمال لبنان وتحمل عبارات "أهلا بهل طلة"، كما كان وزير السياحة قد أطلق أيضاً من محيط مطار بيروت حملة سياحية اعلانية بعنوان"مشتاق للبنان طل هالصيفية" فأهلاً وسهلاً بأهل لبنان في الاغتراب وضيوفه من الاشقاء العرب والاصدقاء الاجانب .


يعيش في لبنان اربعة ملايين"أيوب" والصبر صار بدو صبر أكبر ! وأعتقد أن صبر المحتاجين والفقراء تخطى صبر أيوب ، ولكن اليس الشعب هو الذي جلب الدب الى كرمه ؟واليس الشعب هو الذي اعاد انتخاب نفس الطقم السياسي الذي خرب البلد ؟. نعم أنه هو ولا حول ولا قوة له كأنه مخدر وصبور على جلاديه كما صبر أيوب وربما تجاوزه ، وها هي أجساد اللبنانيين قد أنهكتها الأوجاع وطال صبرها وتوقفت أحلام هذا الشعب  ، وهاجر شبابه وفرغت قراه، لذا نسألك يا رب أسرع في شفاء عقول حكامنا وانت القادر على كل شيء وخلص شعبك !.


اصدقائي من المؤكد أن السعادة في لبنان ليست حلمًا ولا وهمًا وليست أمراً مستحيلاً  ! فبعض الامور الصغيرة تجعل السائح يشعر بالامان والسعادة خاصة عند رؤيته لهذه اللوحات التي ترحب بزوار لبنان هذا الصيف او من خلال عرض فيلم وثائقي ترويجي للسياحة في لبنان او للصناعة اللبنانية وما الى ذلك ، تماماً كما بادرت المؤسسة اللبنانية للارسال LBC مشكورة على تسويق المدن اللبنانية في نشرات الاخبار المسائية بدلاً من برامج Talk show التي جلب روادها البلاء على الصناعة وتسببت بتعكير علاقات لبنان مع محيطه العربي ، لذا دعونا نتحلى بالصبر والتفاؤل والإيمان بغير استعجال وثقة دائمة بالله وبأن الايدي التي تمتد اليه لا تعود فارغة أبدًا.

نقولا ابو فيصل ✍️