· 

بين الدين والعلم والخالق … ولبنان الوطن

 

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


‎غرقت البشرية في قديم الزمان مئات السنين في الجهل والتخلف ، وكان البشر حينها يعتقدون أن من يُسّيّرُ هذا الكون هو أنثى نظراً لدورها في العمل والإنتاج والحمل والرضاعة وتقارب الدورة الشهرية عند المرأة مع دورة القمر حول الأرض 28 يوماً ، ولأن الذَكَر لم يكن له دورُ سوى الاكل والشرب وتلقيح المرأة للانجاب والتكاثر وقتها وكما عادت ودرجت هذه العادة في بعض المجتمعات العربية وبعض القرى اللبنانية ربما بما يعرف "تنبلة الذكور " !! وبعد مرور السنين وتغير الحال والاحوال دخل الذكر سوق العمل والإنتاج في حين بقيت الأنثى في المنزل فتغيرت فكرة أنوثة الإله وتحولت إلى ذكورة.


‎كما برزت قديماً فكرة توحيد الإله والاتفاق على أن هناك قوة واحدة هي التي صنعت هذا الكون ، وتبدلت المعتقدات من عبادة الأصنام إلى عبادة الإله الحالي ... ثم حصلت انقسامات داخل الدين الواحد وتحول المؤمنون إلى مجموعات متناحرة وارتكبت كما الحال في أيامنا مجازر لإثبات صحة رأي كل منها , وأستمر  التناحر بين العلماء ورجال الدين حيث دحضت الكنيسة نظرية غاليليو القائلة بدوران الأرض حول الشمس وأرادوا إعدامه،  ويوما بعد يومٍ يظهر العلم صحة نظريته .


‎ كما أنه قديماً كان رجال الدين يعالجون مرضاهم ويتعالجون هم أنفسهم بطريقة الشعوذة أو بضرب المريض بالسياط لإخراج الشيطان منه , وكانوا يعتبرون أن أي تدخل في حكمة الخالق بالخلق هو كفر وإلحاد ، اما اليوم ومع تطور الطب فقد بدأ رجال الدين يلجأون للاطباء طلباً للشفاء عند اصابتهم بالمرض ,وفي المقابل يستند الاطباء عند فشلهم  بصلوات رجال الدين لطلب الشفاء لمرضاهم ، وفي كلا الحالتين دعونا نترك الخيار للناس حتى يؤمنوا بما يعتقدون ، وتبقى العلاقة الإنسانية اساساً لترابطهم ،  وأن تبقى فكرة الوطن الواحد تجمع الجميع بمعزل عن التباين في الرأي لان الدول الاقليمية  هي الوحيدة المستفيدة من إذكاء نار النزاعات الدينية في لبنان خدمة لمصالحها 

نقولا أبو فيصل ✍️