· 

بين غسان تويني .. وتقهقر أوضاع اللبنانيين


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” جزء ٤ 


عشرُ سنوات مضت على غياب غسان تويني الرجل المثقف الذي عاش عملاقاً ومات أبياً عاش شهيداً حياً طيلة حياته وغادر هذه الارض بعد أن أحب الحياة عليها رغم المصائب التي ألمت به ، غسان تويني عاش لمبادئه رغم كل معارك الظلم وكم الافواه التي مرت بها الصحافة اللبنانية ، هو الذي اعطى مهنة الصحافة أجمل توصيف حين كتب بقلمه يوماً "نحن في مهنة بعضنا يموت فيها مرة، وبعضنا يموت مرتين ، بعضنا يموت فيها قبل أن يعيشها، وبعضنا الآخر لا يموت وإن مات" وهذا ما حدث معه بالظبط فقد مات مرتين ، مرة يوم وفاته ومرة اخرى يوم استشهد ولده جبران ، وهكذا يكون مين خلف … مات !


‏تراه لو كان غسان تويني لا يزال حياً بيننا ماذا كان يكتب اليوم عن تقهقر اوضاع اللبنانيين وحياة الذل والازمة الاقتصادية والمالية والاخلاقية التي يعيشها شعب لبنان "؟ أما أنا فقد وجدت الجواب على السؤال في اجمل ما قالته الاعلامية كابي لطيف بعد وفاته حين كتبت : "غسان تويني الرجل الممتلئ بالحكمة الذي يعبق بفلسفة الإغريق والأنبياء وسحر الايقونات ، عاش تكرارا ومراراً الذي نخافُه فتعايش معه ،لكنه عرف أن على هذه الارض "باطل الأباطيل الكل باطل".  غسان تويني مات وهو يكتب ويقول ويعلمنا ويفهمنا "اتحدوا"  ولم نتعلم شيئاً  .


وفي الذكرى العاشرة لوفاة غسان تويني أستذكر رجالاً كباراً كتب عنهم الوزير الاسبق للثقافة المثقف غسان سلامة يقول : أين نحن من رؤيوية إميل إده ووطنية بشارة الخوري ودهاء وصلابة كميل شمعون، تجرّد وهيبة فؤاد شهاب، هدوء الياس سركيس، جرأة ريمون إده، فكر شارل مالك، ثقافة غسان تويني، رصانة سليم وفيليب تقلا وفؤاد بطرس، ويضيف : أين نحن من: ثقافة بهيج تقي الدين وقانونية بشير الأعور ووطنية مجيد ارسلان وطموح كمال جنبلاط، وزعامة ورؤية رياض الصلح صدق ووطنية سامي الصلح وشفافية خالد شهاب، ‏بل أين نحن من إقطاع كامل الأسعد الذي مات فقيرًا ومن دسامة ونبل عادل عسيران ومع هذا تسألون لماذا وكيف إنهار لبنان؟

نقولا أبو فيصل