· 

بين المسيحي بالهوية  والمسيحي بالإيمان … أوعا لبنان

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب" جزء ٤


ولد السيد المسيح في مغارة وحوَّلها مملكة أما المسيحي اللبناني فقد ‏وُلِد في دولة بناها الاسلاف امثال فؤاد شهاب وكميل شمعون والياس سركيس وحوّلها بعض من خلفوهم الى مزرعة "وشو بدنا نصلح لنصلح من وراهم "

ومعظم المسيحيين "بالميلاد" في لبنان هم لبنانيون في الهوية "حتى النخاع الشوكي" والتعبير مستعار من الصحافي صبحي ياغي ، نعم هم عرب بالهوية والقومية وأوروبيون بالثقافة ، لذلك نجد دورهم جامعاً بين الطوائف اللبنانية المتناحرة والقوميات المنقسمة والمطلوب منهم ان لا يزيدوا الطين بلة بانقساماتهم لأن مصلحتهم هي بالانفتاح والالتزام بالهوية وأن يبقى انتماؤهم للبنان الوطن كما هو المطلوب ايضاً من باقي الطوائف الالتزام بالانتماء الى هذا الوطن لأن خرابه هو كارثة على الجميع . 


المسيحي اللبناني هويته وطنه وليس دينه ومذهبه ،ودوره واضح وكبير في تاريخ لبنان في النهوض بالقطاعات مثل التعليم والاستشفاء والصناعة والتجارة ، وقطاع الضيافة والمطاعم والفنادق في لبنان وفي كل دول الخليج العربي حيث نجد بصمة هذا المسيحي اللبناني الذي يسعى الى تلميع صورة وطن اسمه لبنان شوهها بعض الاغبياء في السلطة ونهبوا خيراته …ويبقى السؤال هل سمعتم عن مسيحي لبناني ينتمي بالهوية لبيت لحم لأن المسيح ولد فيها ؟ …لبنان كان وسيبقى هوية لكل مسيحي شريف يقاوم للبقاء في هذه الارض سواء يعيش فيها او أنتقل للعمل في الخارج لمساندة اهله في السجن الكبير الذين يعيشون فيه تحت رحمة جلاديهم ويمشون درب الجلجلة مع معلمهم الاول يسوع المسيح ..


المسيحي اللبناني اليوم يعيش على مفترق طرق خطير لذا مطلوباً منه التحول من مسيحي بالأسم إلى مسيحي بالفعل ، ومن مسيحي بالهوية إلى مسيحي بالأيمان ، ومن مسيحي من الخارج إلى مسيحي من الداخل ، ومن مسيحي فاتر إلى مسيحي حار بالروح ، ومن مسيحي ذمي يقررون عنه الى مسيحي مقاوم للهجرة وزوال الكيان.

نقولا أبو فيصل ✍️