· 

بين الاكتئاب الجماعي والاستسلام للأقدار

واذا كان الجميع ينتظر ثورة جياع قادمة لن تترك أخضرَ ولا يابساً وراءها  فأنني لا ارى ذلك ممكناً للاسف لاننا شعب مغيب عن القرار الاقليمي وربما الدولي وحالنا حال كل الشعوب المغلوب على أمرها المدرجة على لائحة الدول الفاسدة
واذا كان الجميع ينتظر ثورة جياع قادمة لن تترك أخضرَ ولا يابساً وراءها  فأنني لا ارى ذلك ممكناً للاسف لاننا شعب مغيب عن القرار الاقليمي وربما الدولي وحالنا حال كل الشعوب المغلوب على أمرها المدرجة على لائحة الدول الفاسدة


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب” ختام الجزء الثالث


يعيش الشعب اللبناني هذه الايام حالة متقدمة من الاكتئاب الجماعي وهو لا يزال يغوص في مرحلة من النكران محاولاً بائساً يائساً الرقص والغناء لنسيان مصائبه وتحاشياً للنظر مباشرة في عين الاكتئاب الذي يسيطر عليه نتيجة حالة اليأس والفراغ وفائض القوة في حياته اليومية ! وربما اعترافا منه بهزيمته امام قسوة قلوب حكامه بعد موت ضمائرهم ، وقد بدأ بالفعل خبراء علم النفس البحث في أسباب التأقلم اللافت لشعب لبنان مع البؤس وعلامات الاستغراب على وجوههم ويسألون لماذا شعب منكوب ومنهوب لا يزال يسعى الى تقليد التوافه والركض وراء السامجين وتعظيم حكام مجانين ولا ينتفض  ؟


واذا كان الجميع ينتظر ثورة جياع قادمة لن تترك أخضرَ ولا يابساً وراءها  فأنني لا ارى ذلك ممكناً للاسف لاننا شعب مغيب عن القرار الاقليمي وربما الدولي وحالنا حال كل الشعوب المغلوب على أمرها المدرجة على لائحة الدول الفاسدة  ، وأن اي حوار وطني يجمع  الأحزاب اللبنانية تبقى نتائجه معلومة سلفًا ، فالمشكلة انهم جميعًا  ودون إستثناء يتلقون اوامرهم من عرابهم في الخارج  ولا حول لهم ولا قوة وهم باتوا يتحركون كسلحفاة تسابق أرنباً ! أقصد نحن شعب نائم ونتعايش مع نخبة سياسية تائهة والكل ينتظر نزول الوحي ! والله أعلم متى يا اصدقائي يحدث ذلك !!!


لذا نصيحتي لك عزيزي القارئ حاول ألا تنخرط في جوقة "الاكتئاب  الجماعي"  وأرجوك أن تعمد الى تحصين نفسك بالطاقة الايجابية ولا تنجرف وراء الأحداث السلبية ولا تعطيها من وقتك ومشاعرك ، صدقني فإن نبْتَكَ سوف يزهر حتى لو كان وسط حقل قاحل من الأعشاب الذابلة خاصة اذا توقفت عن معاشرة الفاشلين والبائسين والبعيدين عن الله ، والحل في بعض الأحيان يكون باللامبالاة ، لانه لا يمكننا تغيير الاقدار وليتنا نغيّر سلوكياتنا … وهذا كافٍ للتغيير الكبير المنتظر !فالمسألة …مسألة وقت والخير قادم !

نقولا ابو فيصل ✍️