· 

بين تربية الكلاب في البيوت وتربية الاولاد في الشوارع

تعبيرية
تعبيرية

سوف اتطرق في الجزء الثاني من مقالتي عن تربية أولاد الشوارع ولعل أجمل عبارة قرأتها في تربية الأولاد تقول : "أنت الآن تعيش في ماضي أطفالك فأحسِن صنع ذكرياتهم وما تعيشه اليوم معهم سوف يصبح من ماضيهم " لذا اصنعوا ذكريات جميلة فالعمر مرة واحدة ، وتربية الاهل للأولاد تبدأ في تربية الاهل لانفسهم أولاً ..لكن ما هي مسؤولية الأهل تجاه اولادهم ؟ خاصة في ظل ما نعيشه من فساد كبير  في سوء تربية الاولاد بسبب إنشغال غالبية الاهل عنهم مما يتسبب في هدم مستقبلهم وتدمير احلامهم.


الفقر ليس عيباً والعمل اياً يكن ليس عيباً ، إنما انجاب الاولاد هي مسؤولية ويترتب على الاهل تأمين حياة كريمة للأبناء وليس تشريدهم على الطرقات ودق أبواب الجمعيات للمساعدة  فالمشكلة الأساسية تكمن في تربية الاهل للأولاد وتعليمهم وليست في رميهم على الطرقات هنا او هناك وافتعال المشاكل ، ولكن من المسؤول عن رمي الاولاد في الطرقات الاهل أم الدولة أم الاثنان معاً  ؟ وهل يحق للقاصرين ان يكونوا على الطرقات دون حسيب او رقيب ؟ وما هو دور الأهل امام مشهد الأولاد على الطرقات المليء بالألم؟ 


والتربية الصحيحة للاولاد من الاهل  تبدأ بأن لا يطلبوا منهم فعل أشياء هم أنفسهم لا يفعلونها ولا ينهَوهم عن فعل شيئ وهم لا يفعلونه… فلا يجوز أن يأمروا أولادهم بملازمة الصلاة يوم الاحد او الجمعة مثلا والاهل لا يصلون أو منعهم من التدخين والاهل يدخنون النرجيلة أمامهم ، ولعل أسهل الطرق لتربية الأولاد هي التربية بالقدوة اي الاقتداء بالاهل ، وعن اي اهل نتحدث ؟ معظم الاهالي بحاجة لاعادة تأهيل حول طرق التربية وخاصة بعض الرجال الذين يعتبرون اولادهم خداماً لهم ولا رأي ولا كرامة لهم على الاطلاق وأصغر كلمة من الوالد الى ابنه " انت شو بيفهمك"وبعد وقت قليل يهاجر الاولاد ويتركون اهاليهم يعملون وحيدين ! 

نقولا ابو فيصل ✍️