· 

بين شعب تحت خط الفقر

وشعب تحت خط الفهم ... رحمتك يا الله
وشعب تحت خط الفهم ... رحمتك يا الله


‎من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣

حين يعيش ثلثا شعب لبنان تحت خط الفقر بنفسٍ راضيةٍ معتبرين ذلك قضاءً وقدراً حسب ما تصوره لهم المرجعيات الدينية ، تكون تلك نتيجة الفهم الخاطئ لمعاني الأيمان! خمسة ملايين مواطن لبناني هم سجناء لم تسمح ظروف بعضهم بالهجرة وترك البلاد والعباد هربًا من ظلم المتسلطين على رقاب اللبنانيين المتلاعبين بسعر صرف النقد الوطني  تجاه الدولار وبلقمة عيشهم…


وفي عملية حسابية بسيطة ارى انه لو خرج مليون مواطن فقير الى الشوارع  في عصيان مدني لمدة اسبوع واحد لكنا امام تدخل أممي يؤدي الى هروب كل الفاسدين من السلطة ، مثالاً على ذلك الجزائر ايام الانتداب لم يتظاهر فيها مليون مواطن بل أعطت مليون شهيدٍ للخلاص من حياة الذل ولم يكن حال شعبها بالسوء الذي يعيشه اليوم شعب لبنان .


وفي نظري أرى غالبية السياسيين في لبنان هم أغبياء في السياسة ، وهناك فرق كبير بين من يصنع السياسة وبين من يمارسها فقط، وبات مؤكداً  لي ايضاً أن المجتمع الذي يتهم من يخالفه الرأي بالخيانة والعمالة هو مجتمع أناني يعيش تحت خط الفهم. 


أخيرًا  ارى في هذه الايام الصعبة انه من واجبي الاستمرار في المقاومة بالكلمة بانتظار أن تستفيق بعض العقول التي ارتضت طوعاً حياة الذل ، وسوف أجد بعدها طريقاً للانعزال في بيئة تحت خط الفهم"المعقول والمتاح" حماية لفكري من هذه الأوبئة لاننا أصبحنا نعيش ارهاباً وترهيبًا تحت الطلب ولا نعيش تحت خط الفهم فقط !

نقولا أبو فيصل ✍️