· 

بين القلق والأرق والمستقبل … ممنوع الاحباط  


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣

 

بات مؤكداً أن أقدارنا هي مكتوبة قبل أن نولد ونبصر النور على هذه الارض في هذا الشرق الملعون فلماذا القلق؟ ولماذا الهم والأرق؟ فالتفكير الزائد لا يغير شيئاً بل هو حرق للاعصاب كما أن الاستغراق في المشكلة يضعف قدرة الانسان الجسدية والفكرية لذا قررت منذ بداية حياتي المهنية أن أستغل المتاح من الفرص القليلة أمامي وان أستثمر في الممكن منها وما يتناسب مع امكاناتي المادية شبه المعدومة في مطلع التسعينات وأن أُسلم أمري للرب ، وللذين يقولون هل لنا من الأمر شيئاً أقول إن الأمر كله لله!


لا أستغرب كيف أصبح المواطن اللبناني مستسلماً تماماً بعد أن فقد القدرة على الصمود والمقاومة والاستمرار في العمل ، وصار يعيش شعور الحسرة والترقب علماً أنني مقتنع إن ما يخصه وما هو مقدر له والذي يناسبه هو على مقاسه وحده وفي ظروفه وحده ويصلح له سوف يأتي اليه ويصل لعنده ولو بينه وبين قدره دول وقارات وأقدار لذا يجب ان يكرر هذه العبارات ويضعها  قاموساً لحياته ويكررها دوماً ربما تكون هذه العبارات قادرة أن تطمن قلبه وتزيد ثقته وإيمانه بالخالق ويحفظ أن الله لا ينسى أحداً من عطائه ورزقه ولطفه وكرمه أبداً


وفي نصيحة لكل مواطن لبناني مُحبط ومُحطم معنوياً ومادياً أن ينسى كل القلق والأرق وكل الخوف والتردد والترقب والانتظار الذي يسلب العمر بأكمله وأدعوه أن يعمل ويُصلي وينتظر المعجزات التي يمكنها فعل كل شيئ لتغيير الحال ، وأن يحاول أن يعيش حياته بهدوء وبساطة فأن الله يحب البسطاء وهكذا أنا فاعل ! وليس في يدي حيلة …حتى لو جاء الحاكم بأمر المال معتذراً  فأنني سوف أقول له هل تستطيع أن تمحو السنوات الثلاث الاخيرة من القهر والظلم والعمر الذي ضاع ؟  وهل تستطيع أن ترجع الايام وتصنع بديلها افراحاً بعد كل ما جنت يداك وأيدي أهل السياسة معك بحق شعب لبنان ؟ وهكذا فأنا لن أسامح وإن سامحت باللسان فإن القلب لن يغفر أبداً .

نقولا أبو فيصل ✍️