· 

بين العفة في القاموس والعفة في السياسة 2/3


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣


يظن البعض أن العفة هي مجرد امتناع عن الزنا أو عدم ممارسة بعض العادات المنحرفة المثيرة للشهوة أو للذة الجنسية أو هي مجرد قمع للعين لعدم النظر أو لبقية الحواس كي لا تتفاعل مع أحاسيس عاطفية جنسية أو هي مجرد هروب من أماكن أو أشخاص أو أوضاع مثيرة، أو عدم انشغال الفكر والقلب بالعواطف والأحاسيس والأفكار الخاصة بالجنس ، هذه كلها نواحٍ سلبية للعفة، من يقف عندها عبثًا يتخبط في اقتنائها، بل تصير العفة بالنسبة له جبلًا شامخًا لا تعلوه رجل إنسان، أو هي حياة من وحي الخيال لا يسلكها ولا يتذوقها إنسان ما.


منذ أفلاطون والفكر الإنساني لا يتوقف عن التفكير في مسألة تحقيق العدل بين البشر في دول ومدن العالم ، ومن جمهوريّة أفلاطون إلى مدينة الفارابي اكتملت الفضائل في الحكم ونظامه، ولكن هل يتم أختيار العفّة معيارًا افتراضيا ً لاختيار الحكام في لبنان ؟  وهل الاتيان بنماذج معاقة من بعض الوزراء ظناً أن لديهم القيم والاخلاق والتقوى هو الحل ؟ 


العفة في لبنان ضاعت في ساحات السياسة وضاعت الوطنية والمروءة معها ولم يعد الفساد‬⁩ في بلادي رذيلة أخلاقية بل أصبح ركيزة أساسية من ركائز الدولة وإرتقى في السنوات الاخيرة  الى مستوى السياسة العامة مع استمرار بعض السياسيين من الصف الاول في المحاضرة عن العفة والطهارة رغم شهرتهم في إبرام الصفقات والسمسرات المشبوهة .

‎نقولا ابو فيصل ✍️