· 

بين العفة والرذيلة في المجتمع اللبناني

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣


لولا النقيض لم نكن نعرف ثنائيات الأشياء مثل الشتاء والصيف ،الخير والشر ، الغنى والفقر ، العلم والجهل ، العفة والرذيلة، وللاسف الشديد هل أصبحت العفة في هذه الايام تخلفاً ورجعية بنظر البعض ؟ وهل صارت الرذيلة تحضراً  ورقياً ؟ شخصياً انا أعتبر ان العفة هي أرفع بكثير من الجمال .. والرذيلة ليست أقل من مرض فتاك يصيب اصحاب الشخصيات الناقصة والقلوب الضعيفة والمفلسين في الايمان . ومثل هؤلاء هم أموات في ثياب أحياء يعيشون بيننا ، وهذه حقيقة محزنة للكيان اللبناني الذي نعيش فيه


واذا كان الاسلام يعتبر العفة ثمرة من ثمار الإيمان بالله ودعوة للابتعاد عن خدش المروءة والحياء وانتصاراً على الشهوات وإقامة الطهارة في النفوس وغرس الفضائل في المجتمع ،ففي المسيحية الوضع يختلف حيث يظن البعض أن العفة هي أمتناع عن الزنا أو الابتعاد عن أماكن أو أشخاص أو أوضاع مثيرة ، أما في الحقيقة فالعفة هي هبة الخالق للأنسان وهي حب وعشق لله تمجد أسمه كل حين ، معها يمتلئ القلب بالحب وتمتلئ النفس من فيض نعمته فيفيض بالحب على الغير ليعطي فرحاً دون ان يطلب شيئًا لذاته، وهي ليست كبتاً وانغلاقاً على الغرائز والعواطف والأحاسيس…


تابعونا عبر تويتر هنا


أما الرذيلة فأنها متوارثة في بعض المجتمعات الغربية وحتى العربية ومنها لبنان ،لكنها دخلت الى بيوت اللبنانيين دون استئذان عبر شاشات التلفزة منذ سنوات طويلة من خلال عرض المسلسلات المدبلجة والتي لا تشبه مجتمعاتنا وثقافتنا، ولو قمنا بتعداد مساوئ هذه الافلام فحدّث ولا حرج بدءًا من غياب القصة والسيناريو وصولاً الى عدم مقاربتها لعاداتنا وتقاليدنا ، والخطورة في ذلك أن أفكار الفاسدين تغلف في قالب من الدراما والتشويق والإثارة وهي تساهم في تفكيك الأسرة والدعوة إلى التحرر من قيودها وتبرير العلاقات غير الشرعية .

نقولا ابو فيصل ✍️