· 

بين معاشرة الناس في الماضي والحاضر


أعتدت في السنوات القليلة التي قضيتها من عمري في قريتي الجميلة في بداية حياتي على معاشرة الناس الطيبة البسيطة الذين كانوا يفاخرون بأخلاقهم وكان همهم الوحيد محصوراً بالسمعة الطيبة وارضاء الله , وكم كان ذلك جميلاً ، وحين توسعت أعمالي التجارية تعرفت على صنفين جديدين من الناس الاول يهمه المظاهر وماذا تقول الناس عنه والثاني يهمه كسب المال والعملة الخضراء تحديدًا ولم تكن معرفتي بهؤلاء صادمة بقدر ما كانت المفاجأة والصدمة حين رجعت اتردد الى معاشرة بعض أصدقاء الطفولة ووجدتهم قد تغيروا وصاروا يشبهون من احدثكم عنهم زد على ذلك فقدان المحبة فينا بينهم حال كل القرى والمدن اللبنانية "وكل واحد يقول انا "


رُوِيَ عَن الإمام علي بن أبي طَالِب قَوله " إيّاكَ ومعاشرة متتبعي عُيوبِ النّاسِ فإنَّهُ لَم يَسلَمْ مُصاحِبُهُم مِنهُم"وبالطبع أنا هنا بعيد كل البعد عن مناقشة عيوب الناس وعن متابعة اخطائهم انما هدفي هو الاضاءة على التصنع والنفاق الذي يعيشه البعض ونسأل الله أن يشفي مرضى العظمة فأنهم ورغم الانهيار شبه التام لمعيشة الناس لا يزالون يملؤون صفحات مواقع التواصل الاجتماعي بأخبار  زيارتهم الخيرية وتبرعاتهم السخية للكنائس والمساجد ورجال الدين وعرض صور موائدهم وسخافاتهم وقد فرضوا أنفسهم على رقاب الناس بسلطة المال وعاشوا العظمة والتقديس بالطول والعرض فأفتوا في كل شيء حتى في اصول معاشرة الجن تحت الارض.


ويبقى السؤال الاهم برسم كل واحد منا وهو بعد معاشرتك للناس ما هي العبرة التي أخذتها.!؟ والحقيقة بالنسبة لي انه اذا  كان الكلام أعمق من أن يُفهم فالصمت  أفضل !  وإذا كانت المشاعر  أكبر من أن تُعرف فإن إخفائها أفضل فهناك أمور .. إما أن تُفهم كاملة أو لا تفهم نهائياً ، وصدقًا فأنه في هذا العالم المتحور نحو النرجسية لدى البشر فقد تعلمت القليل من الكلام مع الغشيم وعدم الافراط في الاحلام مع العاقل وعدم الاجابة على الشخص السفيه والاصغاء التام والاستماع الى الشخص الحكيم وهكذا تختلف العبرة بأختلاف الشخصية.

نقولا أبو فيصل ✍️