· 

حان وقت إخراج الأرانب

تعبيرية
تعبيرية


ماذا لو ابتعدنا عن ضوضاء المدينة وتوجهنا نحو مزرعة لقضاء يوم كامل وشاركنا بالعمل فيها... مجاناً؟


قد تبدو الفكرة مستحيلة للوهلة الأولى، لكنها واقعاً ملموساً في منطقة زحلة البقاعية. فمع بداية الأزمة الاقتصادية في لبنان في العام ٢٠١٩، قام الطبيب المختص بأمراض القلب زياد طعمة بتأسيس مشروع فريد من نوعه وذات فائدة اقتصادية كبيرة بالإضافة إلى الفوائد الاجتماعية والصحية.

"يستهلك لبنان قسم كبير من احتياجاته من الخارج، ومع تدهور قيمة العملة الوطنية ازدادت الأسعار بشكل غير مسبوق وشكّلت ضغط اقتصادي هائل على كاهل المواطن والمستورد،" يقول د. طعمة، "بدأت بمشروع صغير هدفه تأمين لحوم للاستخدام المنزلي الخاص في حال حدوث مشاكل في التوريد في لبنان."


هذا المشروع الذي بدأه الطبيب، الذي يعمل مع اللجنة الدولية للصليب الأحمر في ليبيا حالياً، كان لتربية الأرانب لأن لحم الأرنب يُعتبر من الأكثر إستدامة بيئياً وانتاجياً - مقارنةً بأنواع اللحوم الأخرى - وفوائده الصحية عديدة، إذ أنه قليل الدهون وغني بالبروتين وهو خيار غذائي مثالي وذلك بشرط أن يكون ضمن نظام صحي ومتوازن.


"تربية الأرانب تتم بشكل عضوي ١٠٠% ونحترم الدورة الطبيعية ونغذيه بالأعلاف الطبيعية والخالية من أي إضافات أو هرمونات كالتي نراها في تربية الدجاج مثلاً، حيث تصبح الفراخ صالحة للاستهلاك بالرغم من صغر سنها وحجمها الغير طبيعي، لذلك قمنا أولاً بإستيراد الأنواع المناسبة من الأرانب من الخارج وقمنا ببيع الإناث منها في كل لبنان بهدف التشجيع على تربيتها وهذا ما يساعد العديد من العائلات في الحصول على مردود ودخل يساهمان في الدعم الاقتصادي وكذلك قمنا بتصنيع علف عضوي وبتنا اليوم ننتج لحم الأرنب الصحي بتكلفة مقبولة ونسعى للترويج لفوائد تناول هذا النوع من اللحوم في كل لبنان"، يشرح د. طعمة.


لم يقتصر إنتاج المزرعة على لحوم الأرانب بل تعداه إلى تربية الأرانب كحيوانات أليفة وتم كذلك إضافة أقسام جديدة كالزراعة العضوية، تربية الدجاج والماعز لإنتاج الحليب وكل ذلك بطريقة طبيعية دون أي إضافات إصطناعية حسب ما أخبرنا د. طعمة، "المواطن اللبناني يضطر لشراء منتجات الحليب والألبان ومشتقاتهما الغير جيدة وذات النوعية السيئة بسبب جشع بعض المصانع التي تقوم بإضافة مكونات غير طبيعية بهدف الربح وذلك على حساب الجودة، بينما نقوم نحن بعملية الإنتاج بطريقة طبيعية بشكل كامل."


يريد طعمة من خلال مشروعه هذا مشاركة الجميع بحبه للطبيعة والدعوة للمشاركة بالعمل اليومي في المزرعة والاطلاع عن كثب على كل مراحل الإنتاج وذلك بشكل مجاني، لأن هذا المشروع الذي بدأ بشكل فردي لأفراد عائلته لإعادة إكتشاف الأرض والزراعة، يريده الطبيب أن يكون مساحة تلاقي للجميع للتعرف على نشاط المزرعة من زراعة إلى تربية الحيوانات وحيث بالإمكان مثلاً أن يقوم الأطفال بجمع البيض الطازج أو تعلم كيفية صناعة الأجبان من الألف إلى الياء... مع العلم أن في المزرعة مكان مخصص للراحة حيث باستطاعة المجموعات (لا يهم العدد) أن تقوم بطهي طعامها أو الاستراحة وقضاء يوم ممتع في أرجاء الطبيعة. والجدير بالذكر أن المزرعة تعرض أيضاً منتجاتها التي بالإمكان شرائها بأسعار تنافسية.


بالإمكان التواصل مع المزرعة عبر الواتساب هنا


مع كل الضجيج الذي نختبره من حولنا والكلام الكثير حول المشاكل التي نعاني منها دون تقديم أي حل عملي أو بديل، يبقى من يقوم بمبادرة فردية على الأرض عمل نادر ولكن مطلوب وبإلحاح. مشروع د. زياد طعمة نافذة على الحياة الريفية الجميلة بطبيعتها ونقائها، بدأه كمتنفس له ولعائلته ليتحول إلى مشروع يؤمن مدخول إضافي لعدد كبير من العائلات في زحلة ومساحة تلاقي وتعلّم ما زالت تعد بالكثير.