· 

بين التضحية بالقيم والتضحية ‎ لأجل القيم.. وإنعدام المسؤولية

تعلمت في صغري أن التضحية لأجل القيم والمبادئ والاوطان هي قدر الأحرار وهنيئاً لكل وطن ولكل شعب بأحراره ، ولكن عندما كبرت شاهدت الفساد والرُخص يستشري في بعض المجتمعات اللبنانية التي لا تشبه بعضها البعض , والسبب بالطبع يعود الى ممارسات بعض المواطنين تجاه المال العام  وممتلكات الدولة على أنها أموالاً سائبةً وأعتبار نهبها حلالاً ! على الرغم ان علاقة اللبنانيين مع بعضهم داخل هذه الاقاليم اللبنانية التي لا تتشابه من حيث الانتماء للوطن او الولاء للخارج ليست عاطلة تجارياً والكل رابح !  لكن عندما  يكون صغار القوم هم الاكثر تأثيرًا على الناس وحين يوكل لجاهل  الآمر والنهي في شؤونهم فهنا يكون الاستهداف فورياً للمبادئ والقيم. وعلى ما يبدو  في لبنان صار كل طرف يبحث عن حقوقه عند الطرف الاخر ، وصار الكل سريع التأثر بكل المغريات على حساب القيم، وصار كل شيئ معروضاً للبيع ! نعم كل شيء للبيع حيث يمكنك شراء ضمير أو قيم أو أخلاق وللأسف حتى الكرامات والاعراض تعرض لأجل مكسب مادي رخيص ، وهكذا صار البعض بلا كرامة ودون مبادئ ، وهذه ليست عادات شعب لبنان الاصلي الذي عرفناه ، بل هذا نتيجة التزاوج الحرام بين شعوب لا تشبه بعضها هي خليط من شعوب المنطقة العربية التي أجتمعت في لبنان وصارت تتقن تحدث اللغة اللبنانية بأحتراف وهم بالاصل ليسوا لبنانيين ولا يعرفون انه صار قدرنا معاً واحداً وحقوقنا واحدة وكياننا واحداً .



وهكذا فأن التضحية التي أعتبرت لفترة طويلة أنها من أروع القيم البشرية التي تدل على سمو النفس الإنسانية ونبلها‏ في كثير من جوانبها فالأب والام يضحيان لأجل الاسرة والصديق لأجل صديقه والجندي لأجل وطنه الخ، ومن فقد هذا الجانب استولت عليه الأنانية وأصبح يرى الحياة بنظرة مادية ويعيش وحيداً يعاني الانعزال وانعدام المسؤولية تجاه المجتمع، وربما اصبح  عديم التأقلم في الحياة مع الواقع وكأنه يعيش في العالم الافتراضي .


نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0