· 

بين جنازة حامية والميت كلب، وذبابة الشاعر فرجيل

تعبيرية
تعبيرية

بعد الاعتذار من الكلاب على هيئة بشر الذين عاشوا معنا لسنوات طويلة ودمروا أقتصادنا ونهبوا كل مقدرات البلاد على مدى ثلاثين عامًا جنبًا الى جنب مع الكلاب الاوفياء من الحيوانات الاليفة ، يبدو أن حالنا في كل محطات الأزمة المالية والاقتصادية والسياسية التي نعيش اوزارها ينطبق عليها القول  "الناس بالناس والجنازة حامية والميت كلب"! ومن المؤسف جداً  أن شعباً مثل شعب لبنان العظيم كما كانوا يصفونه بات يتلهى بالقشور ويتجاهل اللب في مشكلته وهي ان النظام السياسي اللبناني هو اساس البلاء , وهو مثل شجرة ثمارها ضارة ، لذا وجب اقتلاعها من جذورها ودفنها ودفن معها  النظام  السياسي اللبناني على طريقة الشاعر الروماني فرجيل في دفن ذبابته هذا اذا  أردنا أن نبني وطناً نعيش تحت سماءه وندفن في أرضه.


وقد حدث في التاريخ أن أقيمت جنازات للخيول والكلاب مسايرة لأهمية أصحابهما وكثيراً ما أوصى أناس بثرواتهم لكلابهم.. إما لأنهم بلا ورثة وإما لأن ورثتهم لا يستحقون هذه الأموال.. وقد حدث  في التاريخ أن امتدت جنازة مسافة طويلة وكان الناس فيها في غاية الحزن والأسى يجهشون بالبكاء ليس حزناً على الميت ولكن مجاملة للشاعر فرجيل الذي أقام جنازة لذبابة كانت حبه الوحيد وحشرته المفضلة، ويقال إنه تعهدها بالعناية والرعاية حتى كبرت وتدللت وماتت، أو ربما هو قتلها لا نعرف ! وأقام لها ضريحاً فخماً وسط حديقة وزهور في أرضه الشاسعة .


أما الحزن فكان واضحاً جداً على وجه الشاعر فرجيل الذي نظم "للمرحومة" أبياتاً من الشعر خلال العزاء وكذلك سانده عدد من الشعراء والمطربين  بأغنيات وكلها تحدثت عن مآثر هذه الذبابة التي يكفيها شرفاً أن الناس أحبوها وأجتمعوا حولها مع أهل الفقيدة "الشاعر فرجيل" بينهم وزراء وأعضاء مجلس الشيوخ وحكام الولاية..أما سبب هذه الجنازة فلا يخطر على بالكم ، ففي ذلك الوقت كانت الحكومة تصادر أملاك الشعب من أجل المجهود الحربي وبسرعة اخترع فرجيل حكاية موت الذبابة ومقبرتها لأن القانون يمنع الحكومة من مصادرة  أية أملاك تحتوي على مقابر ولم ينص القانون إن كانت المقبرة لإنسان أو حيوان أو حشرة! واللبيب من دفن الذبابة يفهم !!!

نقولا أبو فيصل ✍️