· 

بين التوريث السياسي والتوريط السياسي

تعبيرية
تعبيرية


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣‏


يتحدث شعب لبنان العظيم عن الظلم وعن المظلومية التي تلحق به مقارنة مع باقي شعوب العالم ويبالغ أوقات كثيرة في الحديث عن واقعه المزري وهو محق في ذلك لان الوضع بات لا يطاق ، ولكن هل سأل الشعب نفسه يوماً لماذا واقعه هكذا ؟ ولماذا لم يحدث أي تغيير في حياته ؟ ولماذا تتحول أحواله من سيئ إلى أسوأ؟ والجواب طبعًا هو التوريث السياسي وأعرف مسبقاً ان مقالة اليوم سوف تلاقي اعتراضاً من بعض أصحاب البيوت السياسية اللبنانية المنتهية الصلاحية مثل الكثير من المقالات التي تناولت فيه بعض الاحزاب السياسية المنتهية الصلاحية  للأسف بعد أمجاد صنعها الاجداد وبدّدها الأحفاد بسبب عناد بعضهم وتعرفونهم جيداً دون حاجة للتسمية.


والنائب في القانون هو مواطن ينتخبه الشعب ممثلًا عنه في دائرته الانتخابية ليصبح عضواً في البرلمان ويمارس سلطة التشريع والرقابة ، وفي لبنان مثل الكثير من الدول يتمتع النائب بحصانة نيابية تحميه من المسائلة عن أعماله المشروعة وغير المشروعة طيلة الدورة البرلمانية.. وينتخب اللبنانيون النائب على أساس أنه من الشعب وإلى الشعب وليس على أساس أن الشعب هو ملك النائب كما يظن بعض رؤساء الاحزاب وزعماء الاقطاع السياسي وورثة البيوت السياسية الذين لم يستمعوا يوماً لنصيحة من احد على اساس أنهم الافهم وهذا غير صحيح ! في المقابل استفزتني فكرة حجب بعض رؤساء اللوائح الانتخابية عن المرشحين على لائحته التعريف عن أنفسهم  امام  الحضور في احتفال اعلان اللائحة علماً ان كثيرين منهم يملكون مؤهلات علمية ممتازة  …


في الاخير لا بد من الاقرار طوعاً أننا في جمهورية الموز اللبنانية نعيش نظاماً ديكتاتورياً وليس ديموقراطياً، نعيش ديكتاتورية التوريث السياسي الطائفي حيث يعمل كل زعيم سياسي على توريث زعامته لابنائه وأحفاده على حياته لضمانة حكم العائلة ضارباً بعرض الحائط أستغلال موارد الدولة المالية والسياسية والأمنية لمصلحته لذلك أسمحوا لي استبدال كلمة "توريث" بكلمة أصح وهي "توريط" لأن "الوارث أسوأ من الموّرث"  وبالتالي الوضع السياسي والاقتصادي في لبنان يتجه من سيئ إلى أسوأ وهذا اهم اسباب الانهيار الاقتصادي وسبب عيش المواطن بالذل والظلم وتدهور مستوى معيشة شعب لبنان ، رحم الله بعض الزعماء وأصحاب البيوت السياسية الذين باعوا بعضاً من أملاكهم للاستمرار في خدمة  الناس وهم الان من فوق ينظرون الينا بشفقة ، رحم الله الادمي ايلي سكاف. 

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0