· 

بين ضجيج الانتخابات … والبطون الخاوية


من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣‏

 على مسافة أيام قليلة من حصولها المتوقع يوم 15 آيار الحالي شرذمت  الانتخابات النيابية المجتمع اللبناني المشرذم أصلاً وقسمت المقسم ورفعت منسوب الحقد والكراهية بين الاحزاب والطوائف اللبنانية وصولاً الى إنقسام العائلات على بعضها البعض ، ورغم أن الجميع يعرف مسبقًا أن هذه الانتخابات محسومة النتائج سلفًا مع تغيير بسيط في بعض الوجوه والأسماء والارجح أن يبقى الحال على حاله وهنا الربح لدى البعض اذ يعتبر بعض رؤساء الاحزاب أن الحفاظ على مكاسبهم السياسية هو ربح أكيد !


وحسب رأيي الذي لن يعجب البعض طبعاً أنه إذا لم تنعكس نتائج هذه الانتخابات إيجاباً على المشهد اللبناني وعلى حياة الناس في إنجاب حكومة فاعلة قادرة على وقف الانهيار والنزيف المالي والاقتصادي في البلاد فلا معنى لها، والمطلوب التوجه لبناء الثقة مع الذين تم تجويعهم وإفقارهم عمداً فهناك بطون خاوية وقلوب موجوعة هي التي يجب أن تشعر بذلك إيجابياً فالواقع الحالي والحالة الراهنة بائسة للغاية، البداية يجب أن تبدأ من تثبيت سعر صرف الدولار ووقف الانهيار في سعر العملة الوطنية، وأقترح تخصيص لكل نائب فائز في الانتخابات ملفاً من ملفات الخدمات الحكومية كل حسب اختصاصه وذلك لتحديد مزاريب الهدر وضبطها وتحسين اداء الادارة وفصل السياسة عن الاقتصاد وصولاً الى الملف الشائك والاكثر جدلاً وهو ملف الدفاع الذي يتم التفاهم عليه اقليمياً على الارجح .


وفيما نرى بطون حكام لبنان ممتلئة وعقول بعضهم خاوية نرى في المشهد الاخر شريحة كبيرة من الشعب اللبناني بطونها خاوية وعقول شبابها راجحة ولكن لا احد يريد ان يستمع اليهم !العالم جاعت يا ساسة لبنان ! لذا يجب الانتباه ووقف مهزلة اللعب في لقمة عيش اللبنانيين ، وليس صحيحاً أن كل من يتظاهر ويرفض حياة الذل او يرفض الهجرة هو من قطاع الطرق او من المدسوسين ، كفاكم تخويناً للناس ‬⁩، نعم هناك اناس جاعت وأصوات صرخاتهم محقة ويجب الاستماع اليهم ، كما يجب محاسبة حكام المال ⁧‫وحزب المصارف‬⁩ اللبنانية يا قضاة لبنان ولو اضطر الأمر لاعلان العصيان المدني قبل فوات الأوآن ، بطون الفقراء خاوية فأين البطاقة التمويلية أو التموينية وعلى اي كوكب تعيشون ؟ وهل انتم على علم بذلك يا سكان القصور الرئاسية والحكومية ؟!

نقولا ابو فيصل ✍️