· 

بين الثقة في النفس وتقدير الذات البشرية

 من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب " جزء ٣‏‏

منذ سنوات طويلة والمواطن اللبناني يمر في ظروف صعبة وقاسية جداً تؤثر في نمط حياته وتنعكس على نظرته الشخصية لذاته ومدى ثقته في نفسه وإدراكه لقيمته الذاتية ،ولكن لماذا نراه يشكك في قدراته وفي كل عمل يقوم به ؟ ولماذا يتفاصح في إطلاق أحكام على ذاته ؟ مثل أنا غير واثق من نفسي ، أنا لدي مشكلة في تقديري لذاتي؟  مع أن هذا الأمر قد يكون لا أساس له من الصحة لان  إيمانه المطلق بقيمته تجعله قادرًا لتجاوز مشاكله وعدم الوقوع في الخطأ وربط هويته وكينونته بإنجازاته لأنه في هذه الحالة يعرض نفسه للضياع وخسارة انجازاته….


وحسب أعتقاد العلماء فأن بناء الثقة في النفس مسألة ليست شائكة ويتطلب تشجيعها كلمات إيجابية رغم أن الشعور بالخوف يلازم اي قرار لدخول تجارب جديدة وهذا شعور طبيعي إذا تم مواجهته بشجاعة وحسب خبرتي هو خوف مطلوب لأنه يحميك من اتخاذ إجراء أو خطوة لا تكون مستعداً لها ، اما فيما يتعلق بتقدير الذات فقد يكون لديك مستوى عالي من الثقة بالنفس ولكن تقديرك لذاتك يبقى منخفضًا .مثال ذلك المشاهير الذين تجدهم ناجحين جدا ، ولديهم ثقة كبيرة في التمثيل أو الغناء أمام آلاف الجماهير ومع ذلك نرى العديد منهم يموتون إنتحاراً ، ومن هنا يجب الفصل بين كون الشخص فاشلًا وبين خسارته شوطاً واحدًا من مباراته في الحياة .


والثقة في النفس كما تقدير الذات البشرية لم تكن يومًا مواهب موروثة  او قدراً ، وإن ولدت هذه المواهب مع الإنسان فإن اكتسابها يبقى مرهوناً بما يمر به من تجارب وما يتخذه من قرارات ,  ويمكن بالتأكيد تنميتها بالتفكير الإيجابي , كذلك فأن تقدير الذات هو من السلوكيات المستمرة ونمط خاص في التفكير والتحكم في الشعور والتي تمكن الانسان من تطوير مهاراته والايمان بقدراته الشخصية.

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0