· 

بين المتدين والمؤمن … والايمان المزيف

يبدو أن الفرقَ كبيرٌ جداً بين المتدين والمؤمن ، فالمتدين هو شخصية مريضة مليئة بالعقد والخوف , اما المؤمن فهو شخصية مليئة بالمحبة والطمأنينة فهل يتساوى يوماً الخوف والحب بين المتديّن والمؤمن ؟ فالمتديّن يؤمن ويعبد دينه، والمؤمن يؤمن ويعبد الحق والنور الحقيقي ، والمتدينون في لبنان صاروا كثرُ ، أما المؤمنون فأنهم قلة ، والمتدينون في بلادي يراقبون الناس صبحاً ومساء ً ويكفرونهم بالجملة والمفرف ! يكثرون من الاستهزاء ، يسيئون الظن بهم ولا يثقون بالله ، يخافون على عقائدهم فيما المؤمنون نراهم متسامحين يحسنون الظن بالناس ويلتمسون الاعذار  لهم ، واثقين بالله ومتكلين عليه ، ولذلك نجد  المؤمن‬⁩ كثير الانشغال بإيمانه يسبح الخالق ، فيما المتدين كثير الانشغال بإيمان غيره...


السؤال الاهم لماذا المؤمنون لديهم امتيازات ليست للملائكة؟ والجواب أن الملائكة لا يدخلون بيت الاب مثلنا وهم لا يفهمون محبة الله لانهم لم يكونوا خطأة (عب16:2) حتى اليهودية في زمن يسوع كانت قائمة حَرفيًّا على نظامٍ يقول إنَّه مِن خلال أخلاقك وأعمالك يمكن أن تقدم لله ما يكفي لشراء خلاصك ، وقد كانت رسالة يسوع هي: "أنتُم جميعًا على خطأ" وقد قَتلوه بسبب ذلك لأنَّ رسالته لم تكن رائجةً ولا سيَّما لدى المُتدينين.


وفيما الوعي والمعرفة تصنعان اليقين فأن الجهل والخوف يصنعان الإيمان المزيف ، كما أن الإيمان الذي لا يؤدي بصاحبه إلى حياة الجنة على الأرض لا يعوّل عليه أن يؤدي به إلى جنة في السماء لانه لا يمكن الوصول الى جنة السماء دون ان تعيش وتمر بجنة الارض ،والايمان الذي لا يجعل صاحبه يساهم في جعل الأرض التى يعيش عليها جنة يشعر بها من حوله قد لا يخوله من التنعم بجنة السماء..وفي الاخير لا  أتمنى أن أكون أكثر حظاً في هذه الحياة الفانية إنما أريد أن أكون أكثر إيماناً وأسأل الله ان يغفر لاصحاب الإيمان المُزيف وأن يغفر لي ويعلمنّي .

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0