· 

بين الموظف الحكومي العاطل والسيئ والامر لله

يبدو أنني أدركت تماماً أنه ليس لدي المزيد من البال الطويل لأتعلم أن أكون أفضل نسخة من نفسي بالنسبة لي ومن ثم للآخرين ، والاهم من ذلك هو أنني أعلم أنني سأفعل ذلك وأعلم أنني سأجعلها جيدة حقًا ، رغم أنني أشعر بالاستنزاف إلى حد كبير لكنه يتعين علي أن أكون صلباً حتى أفعل ذلك، حتى أن رغبتي في قبول الواقع هي في تزايد وقد مر وقت طويل وانا رهين هذه الحالة ، كما تأكدت مؤخراً أن ثقتي بأهل الحكم كانت مخيبة للآمال وغير آمنة ولكنني مضطر  الاستمرار في العيش في لبنان مع هذه الطغمة الحاكمة الى أن يقول الله كلمته.


في بعض الأحيان يكون من السهل نسيان كل ما يأتي من العلاقات بين الحاكم والمحكوم ولكني استمتعت فعلاً في الحكومة الاخيرة في أكتشاف حقيقة غباء بعض هؤلاء الاشخاص من خلال توليهم السلطة ولو لوقت قصير ، ونأمل أن يكون الحظ حليفهم في الانتخابات القادمة وأن يستمتع المواطن اللبناني بمواهب من رغب منهم ركوب السلطة من جديد والتي بات بريقها يخف يوماً عن يوم ، الى ان يختفي ويصبح من الماضي وكم جميل قول "العقل العاطل هو ورشة عمل للشيطان"


ويبدو أنه من أشد أنواع جلد الذات والظلم الاجتماعي ‏هو تجديد المواطن في الانتخابات القادمة الثقة بالموظف الحكومي السيئ والعاطل ، ورحم الله ايام الموظف الجيد والممتاز ، وليس الموظف العاطل هو من لا يؤدي عملاً فقط بل الموظف العاطل هو من يؤدي عملاً كان في وسعه أن يؤديه بطريقة أفضل وربما ليس لنا أن نسأل الموظف الحكومي العاطل برتبة وزير مثلاً متى صرت هكذا ولماذا ؟ ومتى تعود لك انسانيتك ؟ و‏لا نسأل المواطن الذليل على ابواب الافران والمصارف ومحطات المحروقات ومكاتب الوزراء مؤخراً عما ينتظره لأنه لو كان بيده غير الانتظار لفَعل !! لكنه يبدو أنه قد قرر تركهم وشأنهم فأمره بيد الله لا بأيديهم…  عساهم يقرأون ويفهمون ؟ 

نقولا أبو فيصل ✍️

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣‏

Write a comment

Comments: 0