· 

بين الاختلاف والخلاف وفائض القوة


‎التباينات السياسية وحتى الإختلاف في الرأي والخلاف في نمط العيش هما سنة الحياة وطبيعة البشر، ويبقى أن مصير كل الخلافات هو تغليب لغة العقل والحكمة حتى حصول إتفاق جديد بين الاحزاب اللبنانية لمصلحة الوطن قبل سقوط الهيكل فوق رؤوس الجميع  ، ويبدو انه لا خيار امامنا نحن اللبنانيين سوى أخذ زمام المبادرة والشروع في التفاهم والحوار من أجل استعادة وطن مسلوب الارادة من الخارج خاصة وأن جميع الخيارات الأخرى تبدو كارثية علينا جميعاً


‎كلام في الصميم، علينا أن نساعد أنفسنا في التغلب على كل المعضلات التي تمنعنا أن نكون أقوياء والتي تحول دون حصولنا على أبسط حقوقنا كشعب ،  وقبل أن نطلب مساعدة الاخرين لأنه عندما نكون أقوياء الكل يحترمنا لكن عندما نتفاوض من موقع ضعف سندفع الثمن غالياً من سيادة لبنان عبر تقدم تنازلات تلو الاخرى حتى يرضى عنا من يفرض علينا الوصاية ، فالعالم لا يعترف بالضعفاء وانما القوة هي التي تمكنك من فرض امر الواقع وتثبيت لبنانية البلد وتوفير الاستقرار والامن لشعب ثابت في أرضه


‎ومع اقتراب الانتخابات النيابية في لبنان تزداد الحساسيات ويزداد التشرذم وتظهر النفوس المشحونة والحركات الهادفة لأقصـاء الاخـر ، وفي الوقـت الذي أزدادت فيه الكراهية والعنف اللفظي بين رؤساء الاحزاب ومناصريهم وحتى المرشحين الذين يرفعون سقف المواجهة مما يهدد السلم المجتمعي ويؤسس لمرحلة جديدة من الانقسامات وهنا يأتي السؤال : هل أصبـح الحـوار والمصالحة ضرورة مجتمعية ؟ وهل تطهير النفوس مـن الكراهية والمواقـف السلبية بات حاجة ملحة ؟  وهل نستطيع أن نعيش الاختلاف دون أن يؤدي ذلك الى الخلاف مستقبلًا مع فائض القوة لدى افرقاء لبنانيين يستقوون بالخارج ؟ الإجابة نعم لكن يجـب أن تتضمن العلاقة بين المتنازعين قبول الاختلاف والحفاظ على المساواة فلا يـحـق لأي فريق الغـاء الاخر مهما تعاظمت قوته بفعل ارتهانه للخارج 

نقولا أبو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0