· 

بين العادات اللبنانية والموت ومعازيم الجنازة


الاسبوع الماضي واثناء حضوري جنازة في البقاع كنت مثل غيري من الناس ننتظر الانتهاء من الدفن رغم مهابة المشهد العظيم حال كل جنازات القرى اللبنانية وهذا ما حافظت عليه البيئة من "رهبة الموت" وأثناء هذا العزاء تقدم احد نواب الامة من المعزين كما تحلو له التسمية بصوت يسمعه القريب "الله يرحمنا برحمته " ليرد رجل مُسّن وبصوت خافت "رحمة الله تتطلب أعمالًا تنقذ الفقراء يا ابني" وقد ظهر الغضب على وجه النائب الذي لعن ساعة مشاركته في حفل التشييع لما تعرض له من احراج وكأن ازمة لبنان الاقتصادية والمالية هي صنيعة يديه .


ومن المتعارف عليه بقاعًا حال جميع المناطق اللبنانية أن بعض النواب هم ضيوف دائمين فى الجنازات ، لا يكون هناك ميت إلا ويحضرون جنازته ويشاركون في الصلاة لروحه ! وحتى الذهاب للمقبرة والمشاركه فى دفنه ، بعض نواب الامارات اللبنانية لا يتعظون ولا يتغير شيئًا فى حياتهم ولا يفكرون انهم سوف يكونون يوماً ما احد ابطال الجنازات القادمة وربما لن يحضر جنازتهم احد ، وهذه العادات كأنها متوارثة  وانا اشاهد منذ صغري اهل الفقيد يفرحون بمجي "البيك" لتعزيتهم وتقييم النائب بالجيد او السيئ يكون بقدر ارضائه اهل بيئته بالتعازي والأفراح والخدمات….


والتساؤل الاهم في التعازي كيف يستطيع الناس الأكل عند أهل الميت ؟ وهل حَضرت الناس من أجل الاكل او للقيام بالواجب ؟ وهل من باب الإحترام والتقدير لأهل الميت ان يأكل المعزون في عزاء فقيدهم ؟وهل هذه العادات لا تزال مقبولة ‏ان يكرم اهل الجنازة ضيوفهم أو ليس من المعيب إجبار اهل الفقيد على صرف المال فوق طاقتهم ،رغم ان ما يقوم به البعض لتاريخ اليوم من تقديم الاكل في العزاء هو من عادات وتقاليد الجاهلية ويحسبون انهم يحسنون صنعاً  ! وعلى طريقة مات جاري البارحة من الجوع وفي عزاءه ذبحوا كل الخراف نسأل اهل البقاع التوقف عن هذه العادات ليرحمنا الله 

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0