· 

بين الخادم الامين والعبد الصالح والثراء الفاحش


في الكتاب المقدس وحده القديس يوسف النجار هو الحارس والأمين على سر التجسد الإلهي والذي عاش حتى بلغ عمر المسيح بالجسد 16 عاماً على أقصى تقدير  ، لم يتكلم كلمة واحدة بالانجيل لكن حياته وأفعاله تكلمت , وما زالت تتكلم فهو الخادم الأمين المطيع الصامت الذي لم يشكو ولم يتضجر ولم يجادل، بل قال نعم في كل ما أُمِر به.


 لا ادري لماذا اتذكر دائمًا مَثَل الوزنات في الإنجيل والعبد الصالح الذي كان  الأمين والوفي والكبير بعظمة تضحياته ، ولماذا أعيد الترداد دائمًا مع يسوع المسيح : " أَحسَنتَ  أَيُّها  الخادِمُ  الصالِحُ  الأَمين ! كُنْتَ  أَميناً  على القليل , فسأُقيمُك  على الكثير : أُدخُل نعيمَ  سيِّدِك." ‏(متى ٢٥: ٢١) لكني سأعود وأسأل عن مصير الخادم الغير الصالح الذي قام بتحويل مبلغ ١٥ مليون دولار الى قبرص في بداية الازمة المالية ، وكم هي ثروة هذا الرجل منذ العام 1980 ومن أين مصدر أمواله وفي الاساس يفترض به أن يكون الخادم الصالح الأمين لهيكل الرب ولرعيته.


وحدها السلطة تجعل الانسان ينسى الإنسانية فإذا ما أحس الإنسان بقوته إستطال على بني جنسه ظلماً وقتلاً لأن إختيار الربوبية يعلو في قلبه على العبودية التي خلق من أجلها فينحرف عن فطرته (أنا ربكم الأعلى) ، والى ان نعود ونرى في رجل الكنيسة ذلك الخادم الأمين الذي ينفذ رغبات الله ويطبعه دون أن يكون له الحق في  الاعتراض نسألك ربي أن تنير عقله وتحنن قلبه على الفقراء ونسأل الله الرحمة والمغفرة من رجل الكنيسة.

نقولا ابو فيصل ✍️ 

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا اكتب "جزء ٣‏‏

Write a comment

Comments: 0