· 

بين الافلاس المادي والاخلاقي  دولة منتهية الصلاحية



نسي بعض رؤساء الامارات اللبنانية المتنازعة أن سياساتهم الاقتصادية الفاشلة قد أوصلتنا إلى الانهيار بسبب المبالغة في الهدر وسوء ادارة البلاد  وفقدان الروح الوطنية والولاء للخارج وتفضيل الخاص على العام ، والعجب كيف لهؤلاء أن يتحدّثون عن الفساد فيما تهم فسادهم تنخر عظام معظمهم تزامنًا مع إنحدار لبنان نحو الافلاس المادي والاخلاقي والديني والانساني دفعة واحدة وبالتزامن ايضاً مع إنهيار أقتصادي ومالي كان متوقعًا والذي لم يشهد تاريخ لبنان الحديث مثله نتيجة فشل المنظومة الحاكمة من العام 1990حتى اليوم في الجلوس على طاولة مستديرة لتدارك الاخطار…


أخجل من نفسي عندما أكتب عن دولة  ضرب حكامها بالمبادئ والقيم عرض الحائط وفوق ذلك "هبل مستشري" وعدم أحترام النعمة الالهية بأنه كان  عندنا جنة على المتوسط اسمها لبنان فهل الانتخابات القادمة كفيلة بزوال بطشهم كما يشاع ؟  ما  يبدو  نحن امام خيارين : أن يحتفظوا بمقاعدهم النيابية أو نكون امام تطيير للانتخابات والله اعلم ، وأسمحوا لي أن أستخف بكلام بعض الاطفال في السياسة اللبنانية حين يحدثونك عن تغيير متوقع وقلب طاولة كلها اوهام .. فالمكتوب مكتوب والتغيير لن يأت الا من الخارج وربما ينجح بعض الاحزاب في زيادة مقاعدهم في البرلمان، ولكن مع دولة منتهية الصلاحية لا اعتقد ان الشعب سوف يتمكن من تغيير حذائه والى"النصف نعل"نعود بسبب الفقر والعوز والاذلال بوجود حكام لا يستحقون أن يكونوا قدوة لابنائنا بسبب توريثهم السلطة بشكل مقزز …


بكل الاحوال ومهما حصل فلن يكون هنالك "لبنان جديد" سوى بالحوار والتلاقي وربما بوصاية جديدة مغلفة بتسميات عديدة منها صندوق النقد الدولي أو غيره من المؤسسات الواهبة مالاً والغانمة ثروات في المياه الدافئة  شئنا ام أبينا ذلك ! والمطلوب واحد وهو الاستماع إلى هواجس ومخاوف وأحلام شباب لبنان ثروة هذه البلاد الحقيقية والخروج من الدكاكين الضيقة صوب لبنان الغد ... الكل يعرف أن احلام اللبنانيين كبيرة وهي مع اقتلاع الفاشلين من جذورهم ورؤية وجوه جديدة في الادارة مع القناعة التامة ان من يخرب لا يمكنه أن يعمر من جديد . 

نقولا أبو فيصل ✍️

من سلسلة كتب "عن لبنان لماذا أكتب"جزء ٣

Write a comment

Comments: 0