· 

بين الرئيس المجنون … والام الحنون

 

‎هل قرأتم يوماً عن رئيس جمهورية مجنون ؟ قد يكون الأمر غريبًا وقد لا يحدث ذلك سوى في الدول العربية ولكنك إن فتشت في تاريخ رؤساء  فرنسا فأنك سوف تكتشف أن رجلاً مجنوناً أسمه بول ديشانيل حكم البلاد في العام 1920 لمدة 261 يوماً وقد اعتبر معاونوه بداية ما يحصل مع الرئيس "كوارث بروتوكولية" وتم تشخيص  بمتلازمة Elpenor المرض فقدان الوعي يرافقها مشاكل في الارتباك المكاني، وقد بدأت حالة الرئيس تتطور بعد تنصيبه رئيساً من خلال تصرفات غريبة وغير لائقة ، ففي مدينة نيس عندما رأى الرئيس أن الجمهور سعيد بخطابه أعاد الخطاب مرة ثانية وفي مينتون أرسل قبلات للحشد والتقط زهوراً موحلة ورماها إلى الحشد وفي يوم آخر ترك نواب حضروا لزيارته وراح يتسلق الأشجار ، وذات يوم وقّع اوراقاً رسمية بأسم نابوليون كما استقبل سفيراً وهو عارياً مرتديا وشاح وسام الشرف فقط

 

وصولاً الى الحادث الشهير الذي لا يصدق ففي احد الايام أستقل الرئيس قطارا للذهاب إلى مدينة مونتبريسون لتدشين نصب تذكاري للحرب العالمية الأولى وخصصت له مقصورة خاصة فيما ينام جميع مرافقيه في المقصورات الأخرى، ابتلع الرئيس حينها مهدئاً للنوم ولكنه لم يتمكن من النوم ففتح النافذة وخرج منها إلى سكة الحديد فيما كان القطار يسير بسرعة بطيئة وقبل محطة مونتارجي  110 كلم من باريس لمح الحارس خلال جولته رجلاً في ملابس النوم وحافي القدمين يمشي على خط السكة الحديدية فاقترب منه وسأله ما تفعل هنا  فأجابه الرجل: أنا رئيس الجمهورية فيما الجميع كان يعتقد أن الرئيس نائم في القطار،

 

‎بعد هذه الحادثة أصبح الرئيس موضوع سخرية لرسامي الكاريكاتور الذين وصفوه بالمجنون كما أنشد فنانون الأغاني الساخرة عن الرئيس وكتبت جريدة لوموند في عدد1 ايار  1948، عن الحالة المرضية التي يعاني منها رئيس الجمهورية وتحت الضغوط الشعبية وافق الرئيس على توقيع استقالته في 21 ايلول 1920 وتوفي في 22 نيسان من العام 1922 في باريس ولم يبالي أحدًا بوفاته

بحث نقولا ابو فيصل ✍️