· 

بين طمأنينة الهجرة والخوف في لبنان وفيروز

عندما سأل أحدهم يوماً السيدة فيروز‬⁩ لماذا لا تتركين لبنان؟ أجابت :"لا أستطيع  ومن أجل ماذا أتركه؟ فلو خُيرت بين طمأنينة الخارج والخوف داخل وطني اختار الخوف ، هذا لبنان صحيح أننا لا نستحقه ولسنا مُجبرين عليه لكنني ومع ذلك لم أستطع الرحيل" وفي أحد أغانيها تقول فيروز :"لا قدراني فل ولا قدراني ابقى" ثم نسمعها في أغنية ثانية تقول "من أرض الخوف منندهلك يا شمس المساكين من أيام المظلومين من لفتات الموعودين عم اندهلك خلي يضوي صوتك عليي وأنا عالوعد وقلبي طاير". اتابع معكم البحث عن الخوف عند فيروز في أغنية : "أنا خوفي من عتم الليل" وصولًا الى أغنية "لا تيجي اليوم ولا تيجي بكرا خوفي لا تضيعني بالعيد وما تقشعني تعا لما بينده الحنين موسم الناس المنسين " كذلك غنت فيروز " أنا فزعانة تكون عن جدّ تنساني "وعشرات المرات سمعنا وشاهدنا فيروز غارقة في ظلام الفزع والخوف والرعب ، والمؤكد لكل لبناني أنه ليس هناك أجمل من كلمات أغاني فيروز والاستعارة ببعض المقاطع منها يزيد حياتنا أحيانًا الماً واملاً... فيروز  أبدعت في الغناء فرسمت على شفتيها في هذه الاغاني لوحة ماضٍ جميل ووجع نعيشه وغدٍ نحلم به لكنه قادم … ويبقى الخوف الكبير والحقيقي في لبنان هو على عقولنا بعد كل هذه النكبات المتتالية وعما إذا كانت هذه العقول لديها القدرة على إكمال رحلة العمر لاخر يوم ‏معنا أم أنها سوف تخذلنا وتتخلى عنا في منتصف الطريق …يمكن نعم  ويمكن لا !  واختم بسؤال لك عزيزي القارئ هل تؤمن أن هناك قضايا حقيقية ووجودية مشتركة بين الامارات اللبنانية التي يخنقها الخوف والاستبداد والظلم والتخوين ؟ وهل الجيل الجديد في هذه الامارات اللبنانية سوف يكبر على أغاني فيروز مثلما كبرنا نحن... الوقت كفيل بالاجابة على هذه الاسئلة !وسلام من قلبي لبيروت وقومي من تحت الردم ، ان الثورة تولد من رحم الاحزان وربما من الخوف ايضاً ،دعونا ننتظر القريب القادم… نقولا أبو فيصل ✍️