· 

بين الرأي والرؤية... والتجربة اللبنانية

‎ 

‎بات من المؤكد أن حب الاوطان ليس خياراً بل واجباً والشرط أن نحب بعضنا البعض داخل هذا الوطن ، كما أن الله الذي أحبنا على الرغم من خطايانا، قد افتدانا كي يخلصنا ، واذا كان الانسان يحب الله الذي لا يراه، فكيف له أن لا يحب أخاه الذي يراه ؟ أنا شخصياً أشفق على حكام لا يحتضنون خلافاتهم ولا يستثمرون ذكاء الشباب في الابداع والانتاج  بل يهجرونهم الى الخارج ، كما أنني أرفع القبعة احتراماً لبعض هؤلاء من أهل السياسة الذين لا أتفق معهم في الرأي والرؤية، لكنهم رغم ذلك قادرون على قبول أفكاري والتعايش معها، لأنهم وجدوا فيها حبّاً للوطن  رغم الاختلاف بيننا ، وهذا إن دل على شيء فإنه يدل ربما على رقي عقولهم , أما الآخرون فيبدو أن الصفقات والسلطة قد أعمت بصرهم وبصيرتهم وباتوا فاقدي الاحساس


‎لا يحتاج المواطن اللبناني الى الشتيمة والاهانة خلال إبدائه الرأي ومعارضة ولعنة حكامه عبر منصات التواصل أو حتى إيصال "قرفه" الى جلاديه لأن معظهم لا يقرأون اللغة العربية على الرغم من أن هذه اللغة تتميز عن باقي اللغات أنها تتضمن كلمات عديدة ملطفة تُمكن المواطن من التعبير عن رأيه دون ذم أو تجريح او شتيمة والكلمة المحقة حتى لو كان من الصعوبة بمكان تقبلها فهي وسيلة جيدة للضعفاء في مواجهة الظلم، وتاريخيًا استطاعت إسقاط حكومات وأنظمة عديدة


‎وأخيرًا، بئسَ الأخ الذي يُحرِّض على قتل أخيه لمجرد اختلافِه معه في الرَأي والرؤية، وللاسف يبدو أن قايين وهابيل استنسخا من جديد في لبنان ! وبئس الزمن الذي لا يتقبل فيه الانسان إختلافه عن أخيه رغم أن في الاختلاف رحمةً وجمالاً لا يتذوقه إلا أصحاب الذوق الرفيع ،فلو أن أفكارنا وسلوكيات حياتنا هي واحدة ومتشابهة وشخصياتنا موحدة لكنا سئمنا الحياة 

‎ ✍️ نقولا أبو فيصل