· 

بين السعادة والتعاسة لبنان الطش بفضل حكامه من سلسلة كتب عن لبنان لماذا أكتب

غالباً ما نرى أن السعادة والتعاسة تجتمعان في جسد واحد وعقل واحد وقلب واحد وربما وطن واحد ! ومن الطبيعي أن يكون العقل هو المحرك الاساسي لهما لارشاد الانسان كيف يفكر ، وفكرة السعادة طالما تمناها البشر، فإذا حصلوا عليها، يتمنون دوامها، غير أنه على الإنسان أن يقنع بتعاقب السعادة والتعاسة، واليأس والأمل، فهذه سنة الحياة، تماماً كما يتعاقب الليل والنهار 


وفي عيد الام نقول أن حنانها وحبها هما أعظم من أن يُختصرا في بضعة حروف لأنهما الرابط بين السعادة والتعاسة، ودائماً مع الحب يمكنك أن تشعر بمن لا يشعر بك ،كما يمكن أن يشعر بك من لا تشعر به ، وكلاهما متناقضان كأرجوحة بين السعادة والتعاسة وقد يصدك الحبيب ويتقرب منك الشخص الذي  لا تكترث له مثل متاهه في الضياع أو مثل نفقٍ لا نهاية له.وفي احتفالات عقد الزواح يسأل الكاهن العروس هل تقبلين به زوجاً لك في السراء والضراء في الغنى والفقر وفي السعادة والتعاسة لتجاوب العروس "نعم شو جايين نعمل يا ابونا" وبعد الزواج عندما تحل التعاسة مكان السعادة نتيجة الفقر والعوز ربما يخرج الله من البيت الزوجي ويحل الخراب 


‎وفي الاخير نسأل كيف يعقل أن بلداً صغيراً مثل  لبنان يحمل هذا الكم من السعادة والتعاسة في آن واحد رغم ان  الفرق بين السعادة والتعاسة  هي كلمة واحدة  القناعة ؟ و‏إلى متى سيبقى لبنان رهينة ثقافة الموت والفقر والتعاسة؟ ومتى سينال هذا الشعب حقّه من الكرامة والسعادة  ، وكل التهاني لنا بالمرتبة ما قبل الاخيرة عالميًا قبل أفغانستان في قائمة الدول الأكثر تعاسة.

نقولا ابو فيصل ✍️