· 

مشاركة دولية ضخمة في البرنامج العالمي لزمالة اسطنبول.. ولبنان يفوز بالجائزة الثانية

نظم كل من اتحاد الناشرين الأتراك ووزارة الثقافة والسياحة التركية وجمعية الناشرين الأتراك برنامج زمالة اسطنبول للناشرين في العالم، للسنة السابعة على التوالي، في فندق غراند جواهر في اسطنبول، شارك فيه 72 دولة من مختلف الدول الأوروبية والآسيوية والأفريقية واللاتينية وأميركا وكندا وأوستراليا وروسيا..


حضر حفل الافتتاح نجل الرئيس التركي الأستاذ بلال رجب طيب أردوغان، ونائب وزير الثقافة والسياحة التركي الأستاذ أحمد مصباح ديمرجان، ورئيسة الاتحاد الدولي للناشرين بدور القاسمي، ورئيس جمعية الناشرين الأتراك مصطفى كاراغول أوغلو، ورئيس اتحاد الناشرين الأتراك محمد برهان غانتش، والمنسق العام للبرنامج  يوسف  أونال، والأمين العام لإتحاد الناشرين العرب بشار شبارو، ونائب رئيس اتحاد ناشري الكتاب الإسلامي د.خالد البلبيسي، ورئيس الجمعية الدولية لناشري الكتاب العربي د. مهدي الجميلي، وممثلون عن غرفة تجارة اسطنبول، وشخصيات دبلوماسية واجتماعية وثقافية..



شغف وإبداع

الإعلامية ماري - راغدة الحلبي واكبت الحدث، وحاورت رئيسة الاتحاد الدولي للناشرين بدور القاسمي التي قالت: "يسعدني أن أشارك في مؤتمر زمالة اسطنبول العالمي السابع، والذي من خلاله نتعرف على الإصدارات الحديثة في العالم وعلى دور نشر جديدة، وأرى أنه يساهم في زيادة حركة النشر وإثراء المحتوى في المستقبل. 



وقد لاحظت ان في تركيا شغفا كبيرا  لإصدار الكتب المنوعة والإهتمام بالقراءة والنشر والمحتوى.. وهنالك أفكار إبداعية جديدة يبتكرها الناشرون الأتراك، وهذا ما يجذب الدول الأخرى للتعرف على ثقافة تركيا."



وعند سؤالنا لها عن أكثر الدول العربية اهتماما بالكتاب والقراءة، أجابت قائلة: "كوني ابنة الشارقة، فإنني أجيب، ومن دون تردد، بأن الإمارات العربية المتحدة هي من أكثر الدول  العربية التي تعطي اهتماما كبيرا للكتاب والمطالعة، إذ يتم تنظيم البرامج والنشاطات الثقافية بشكل مستمر، كما أسسنا جمعية الناشرين الإماراتيين. وأضف إلى ذلك، بيت الحكمة في الشارقة الذي يزدحم فيه القراء وطلبة المدارس والجامعات. ويعود الفضل في ذلك الى جهود دولة الامارات التي نفتخر بإنجازاتها على مدى 50 عام."



انفتاح وتعاون

أيسيلا كوكا، صاحبة دار نشر دريتان، من ألبانيا، تحدثت عن رأيها بهذا الحدث العالمي، فقالت: "أعتقد أن برنامج زمالة اسطنبول هو بمثابة فرصة كبيرة لنا كدار نشر ألباني، لأننا من خلاله نتعرف على ثقافات جديدة وناشرين جدد. وإننا نسعى لأن يكون هنالك تعاون فيما بيننا وبين دور النشر التركية والمطبعات سيما وأن نوعية طباعة الكتب هنا جيدة جدا وكذلك الأسعار.



وقد قمنا سابقا بترجمة ما يقارب 20 كتابا من اللغة التركية إلى اللغة الألبانية، ولاقت هذه التجربة نجاحا كبيرا في بلادنا لأن الأدب التركي غني وراق. 




حضور دول جديدة

وخلال هذا النشاط، تحدثت الحلبي إلى مدير عام وكالة أكدم الدكتور محمد أغير أقجة، وسألته عن مشاركته في برنامج زمالة اسطنبول، فقال: "وكالة أكدم هي وكالة أدبية تهتم ببيع وشراء حقوق الملكية الفكرية في العالم، نمثل من داخل تركيا ما يقارب 35 دار نشر ومن خارجها نمثل 80 دار نشر. نشارك في معارض الكتب الدولية والبرامج المهنية ونجتمع بالمؤلفين والناشرين ونعرض لهم كل ما هو جديد في عالم الكتاب، أيضا، تدخل ترجمة الكتب ضمن سياق عملنا."


وعن تقييمه لبرنامج اسطنبول، يقول د. محمد: "هنالك حضور جيد من جميع أنحاء دول العالم، إذ يوجد أسواق جديدة تتجه نحو تركيا. فهنالك مشاركة من دول الإتحاد السوڤياتي القديمة مثل كازاخستان، أوزبكستان، وتركمستان، وتواجدهم أعطانا فرصة للتعاون معهم. 



هنالك ما يزيد عن 1000 ألف كتاب يباع إلى أكثر 25 لغة حول العالم، مما يساهم في نشر الأدب التركي عالميا. لكن ما يهمنا في هذه الحالة من الذي سيشتري الكتاب ولمن نبيع الكتاب. فعندما يكون هنالك جسور وتشابه بين الثقافات، عندها يتجه الناشرون لشراء الكتاب التركي. وبما أننا كأتراك لدينا تشابه كبير بيننا وبين العرب، فذلك يجعلنا نهتم بشراء الكتب العربية، ونحاول بيع كتبنا المترجمة إلى العرب. 



الدول المستفيدة

وهكذا، فإن أكثر المستفيدين من برنامج زمالة اسطنبول هم دور النشر العربية والتركية. لكن هنالك دور نشر مستفيدة من بلدان أخرى، مثل ماليزيا وأندونيسيا، إذ لديهم ثقافة إسلامية مشتركة. أضف إلى ذلك دول المجر وأوزبكستان وكازاخستان لأنهم أيضا مهتمون بالأدب التركي.


وتجدر الإشارة بأن ثلث المشاركين في هذا اللقاء هم من الدول الأوروبية والأمريكية، ولا يهدفون فقط الى بيع كتبهم بقدر ما هم مهتمون بشراء الكتب. 


وطبعا، وجود الجاليات التركية الكبيرة في الدول الأوروبية كفرنسا وبلجيكا وألمانيا وهولندا، هو أحد أهم أسباب الذي يجعل  هذه الدول مهتمة بنشر الأدب التركي. ففي ألمانيا، يوجد 4 ملايين تركي يعيشون فيها منذ 50 عام."



وختم د. أغير أقجا حديثه قائلا: "يؤسفنا القول، أن كبار الناشرين في العالم الأوروبي منغلقون ويدعون بأنهم يمثلون التنوع في الثقافات، لكنهم يعملون على إجبار الناس على ثقافتهم. أما نحن في تركيا فإننا منفتحون على جميع الثقافات، ونسعى كدور نشر تركية إلى نشر الثقافات الجديدة حول العالم، وكذلك فإن بيع الحقوق الى أوروبا متوفرة لدينا."




سنضاعف جهودنا


وعن أهمية هذا النشاط الثقافي تحدث نائب وزير الثقافة والسياحة التركي الأستاذ أحمد مصباح دمرجان قائلا: "إننا نولي هذا الحدث اهتماما كبيرا، لأننا نعتبر بأنه يساهم في نشر الثقافة التركية في جميع أنحاء العالم. لذلك فإننا نحرص على تنظيم برنامج زمالة اسطنبول منذ سبع سنوات، وبإذن الله سنبذل جهودا أكبر في تنظيمه في العام المقبل، كي نجعله على نطاق أوسع وأكبر، كي نزداد نجاحا وتقدما، والله ولي التوفيق.."


وحول كيفية قبول الطلبات المقدمة من دور النشر الأجنبية لترجمة الكتب الى التركية، أكد سعادة الأستاذ دمرجان بأن وزارة الثقافة التركية تعطي اهتماما كبيرا لنشر الكتب الإلكترونية، لكنها من جهة أخرى تدرس وتناقش جميع الطلبات المقدمة من دور النشر قبل أن توافق عليها. 


وكان قد تقدم في هذا العام 86 ناشر أجنبي من 42 دولة بطلبات لترجمة الكتب الى اللغة التركية وسيتم نشرها على موقع 

www.copyrightawards.istanbul .



وفي مساء اليوم الثاني للبرنامج، أقيم حفل كوكتيل في مركز أتاتورك الثقافي في تقسيم، وتم توزيع العديد من الجوائز، منها جوائز حقوق الطبع والنشر في اسطنبول، وقد نال الجائزة الأولى دار نشر Logos من مقدونيا. والجائزة الثانية كانت من نصيب دار العربية العلمية من لبنان، والجائزة الثالثة كانت لدار نشر أوكراني، إضافة إلى جوائز عديدة أخرى. وقد استمر النشاط على مدى ثلاثة أيام.


الإعلامية ماري - راغدة الحلبي