· 

بين تجار الاوطان وديمقراطية المجتمع الجاهل 

يروي أهل مصر أنه بعد مقاومة محمد كريم للحملة الفرنسية تم القبض عليه وأرسلوه إلى نابليون الذي صارحه قائلًا "يؤسفني أن أعدم رجلاً دافع عن بلاده بجرأة ولا أريد أن يذكرني التاريخ بأنني أعدمت بطلاً ،لذلك عفوت عنك مقابل عشرة آلاف قطعة من الذهب تعويضاً عن قتل جنودي فرد محمد كريم لكن ليس معي المال أنما لي دين عند التجار بأكثر من مئة ألف قطعة من الذهب فقال له نابليون سأسمح لك الذهاب لتحصيل أموالك وانت مقيدٌ في الأغلال ، ذهب الرجل ولم يوفق ولم يستجب له تاجر واحد بل إتهموه بدمار الاسكندرية فعاد مستغرباً الى نابليون الذي اجابه ليس أمامي إلا اعدامك.. لأنك دفعت بحياتك مقابل أناس جبناء تشغلهم تجارتهم عن حرية الأوطان.


‏بدوره المفكر المصري محمد رشيد رضا يقول : أن الثائر لأجل وطنه مثل شخص أشعل النار بجسده كي يضيء الطريق لشخص أعمى لذا  لا يجب القتال من أجل الجبناء، ولعل إقناع الذبابة أن الزهور أجمل من القمامة  هو أسهل من اقناع الخونة بأن الاوطان اغلى من المال !  وفيما كنت اقرأ ما كتبه محمد رضا عن مصر  تذكرت الحال في لبنان حيث صار  الشعب ضحية الجهل والغباء وأكثر ما يؤلمني وربما يستفزّني هو هذا الكم من المرشحين للمجلس النيابي القادم من الذين كبرت الخسة في رؤوسهم في طلب السلطة فيما من يصفق لهم هم من أصحاب البطون الخاوية .


أعان الله لبنان على بعض أهل السلطة الحاليين والقادمين من الاغبياء والجهلاء ورحم النبلاء والعقلاء ممن صنعوا عبر التاريخ  أمجادا ً لهذا الوطن وصدق من قال " اذا غضب الله على قوم سلط عليهم حكام أغبياء " وهكذا ما يؤكد النظرية القائلة بأن الديمقراطية لا تصلح في المجتمعات الجاهلة لان اغلبية من الحمير تحدد مصير النخبة كما يقول "جورج برنارد شو"وهذا ما يحصل للاسف  في هذه الايام العجاف.

نقولا أبو فيصل ✍️