· 

بين ظلم الاشرار  وصمت الابرار ... مصيبة

على ما يبدو فأن صحبة الأخيار تورث الخير وصحبة الأشرار تورث الندامة حسب قول ابن المقفع ، والمصيبة ليست في ظلم الأشرار بل في صمت الاخيار ، وقد بات مؤكداً أن السعادة هي من نصيب الأخيار والتعاسة هي مكافأة الأشرار , لكنه وللاسف ومن سوء حظ اللبنانيين أن نجد دومًا الاخيار في القبور والاشرار في القصور والمناصب الرفيعة ولعل هذا الاختبار الالهي هو معيار يجعلنا نرى الفرق بين الأخيار والأشرار.


وقد يكون مستغربًا حقاً أنك مهما حاولت أن تكون رائعاً وتتعايش بسلام وفي منتهى اللطف والادب مع كافة الأخيار والأشرار من حولك حتى يخرج لك من بقعةٍ ما وغد محترم يقدم لك بعض الحقد المجاني ، ثم يأتي من يطلب منك التأقلم وقبول ما يُفرض عليك في زمن الاقزام وموت الأحلام وأن ترمي أخلاقك في التعامل وكأنها مجرد أوهام أو أقلام تكتب حياة على اوراق الشجر في خريف الوطن ، وبرغم ذلك يأتيك شعور غريب وتساؤل لماذا الأخيار يرحلون باكرا والأشرار يعمرون طويلاً وأنت لست متأكدًا اذا كان هذا مجرد شعور أم حقيقة !


واذا كان قول الامام علي بن ابي طالب في كتاب ميزان الحكمة في الجزء الاول أن استصلاح الأخيار بإكرامهم والأشرار بتأديبهم  وأن العاقل يتعظ بالأدب والبهائم لا تتعظ إلا بالضرب هو خير تعبير ، وتبعاً لذلك فأن تأديب الاشرار يكون بالتجاهل كما أرى انه من الخطأ تصنيف الناس الى طوائف ومذاهب مما يُكرّس الانقسامات أكثر ، فيما في الواقع نجد البشر نوعان: أخيار وأشرار وكل فئة تجمع أشخاص من كل الاديان ولا أعرف إن كنتُ على صواب أو هم ولكنني متأكد أنني سأبقى إلى جانب الأخيار مهما كان إنتماءهم الطائفي.

نقولا أبو فيصل ✍️