بين الاستثمار في المظهر والاستثمار  في العقل أبتسم انت في لبنان



‎مما لا شك فيه أن الجمال ليس تهمة وأن الاناقة ليست جريمة كما أن التحرر الاجتماعي في المظهر والسلوك هو حق تماماً كما هو اللباس المحافظ أو الحجاب للملتزمين دينيًا وهذا ما يسمى الاستثمار في المظهر والشكل وصولاً الى الاستثمار في العقول وتطويرها للتأثير في المجتمع علماً أن هذا التميز يتطلب ثقافة وذوقاً ومالاً ، ولكن ما هي قدرة الشباب اللبناني في الحفاظ على الشكل اللائق لهم وعلى الاستثمار في المظهر الخارجي والتميز وتثقيف عقولهم ومتابعة دراستهم الجامعية في أزمة مالية أكلت الاكل واليابس؟ 


يقول مكيافيللي في الحكم على المظهر: “كثيرون يهتمون لمظهرك لكن قليلون هم الذين يستطيعون إدراك حقيقتك” وإن كان اللباس من أهم الماركات العالمية المشهورة يبهر بعض الصبايا لكنه لا يخدع اصحاب الخبرة منهن ، كما أن المظهر الانيق والكلمات اللبقة للانسان لا تدل على شخصيته الحقيقية فكم نصادف يومياً أشخاصاً نظنهم من خيرة الناس نتعامل معهم بإحترام وثقة ثم نجد أنفسنا وقد وقعنا ضحية نصب واحتيال وبعدها تظهر الابتسامة على وجه المنتصر الذي أتقن حيلته بجرأة ووقاحة ويعلو على وجوه بعضنا تعبير أبله ذو خيبات! 


ويبقى ان الإستثمار في العقل هو أهم من الاستثمار في الشكل الخارجي لأن الشكل بلا عقل مثل رسالة بلا مضمون لذا يجب ان يحرص الانسان على لياقته الذهنية والاستثمار بما وهبه الله من ذكاء وفكر ووعي وكاريزما وصوت جميل ربما وما إلى ذلك ! ويبقى الاستثمار الاهم هو في تطوير الذات فكثيرون للأسف هم الذين كانت تبهرني مظاهر عيشهم ولكن عندما تحدثوا في الاقتصاد والسياسة تمنيت لو انهم سكتوا وما فعلوا ذلك ! وفي المقلب الاخر يمكنك أن تجد أشخاصاً كثر تتشابه معهم في الجوهر والمنطق ، وربما تختلف معهم في اللون والمظهر ولكن ذاك المختلف عنك قد يشبه روحك وطبيعتك ….أبتسم انت في لبنان.

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0