· 

‎بين حقوق المرأة اللبنانية وحقوق  المرأة الإثيوبية وقصقص ورق 


‎في العام 2018 أجرى "معهد أنواع الديمقراطية" في السويد مقارنة بين حقوق المرأة في ⁧‫لبنان‬⁩ و⁧‫اثيوبيا‬⁩ والمفاجأة أن عاملات المنازل في اثيوبيا لديهن من الحقوق اكثر مما للمرأة اللبنانية , تأملوا معي بين نظرة بعض أبناء المجتمع اللبناني الى العاملة الإثيوبية في بلادنا وبين خطاب "سهلي ورق زودي" يوم تنصيبها رئيسة لإثيوبيا حين قالت "نحن اربع شقيقات وكان والدي يقول دائما أنه أب للبنات وكان يردد دومًا بأنهن سيصبحن أفضل من الرجال بعلمهم ، وها أنا اليوم أقف لأشكر والدي وأقول له بأنني وصلت إلى هذا المنصب وحققت رؤيتك"


‎واذا كان يتم تصنيف النساء اللبنانيات اليوم على رأس قائمة النساء اللواتي يتعرضن للعنف الجسدي بنسبة 82% وتأتي المرأة المصرية في المرتبة الثانية وفيما لا تجرّم القوانين اللبنانية انتهاكات حقوق المرأة كما ينبغي،إذ تعطي تعريفاً ضيقاً للعنف الأسري والعنف ضد المرأة ، وفيما وجهت كل من هيومن رايتس ووتش انتقادات الى لبنان‬⁩ ‬⁩لعدم التزام الدولة بوعودها في تحسين حقوق المرأة اللبنانية ومنحها حق الجنسية لاولادها كما هو الحال في الدول الراقية، هكذا فإن التحديات التي تواجه المرأة اللبنانية المهمشة هي ليست تحديات مرتبطة بالقانون أو بالواقع السياسي فقط بل هي تحديات مرتبطة بالنظام السياسي ككل.

‎‏

‎وفيما لا يزعجنا القول ولكن يؤلمنا القائل بأن لا دور للمرأة في السياسة ، وفيما لا يُؤثر فينا الفعل ولكن يصدمنا الفاعل خاصة نحن المفعول بهم على أيدي أغبياء السلطة من الذكور ، وفيما عدد النساء في البرلمان اللبناني هو كئيب إلى حد ما ، حيث تشغل المرأة اللبنانية ٦ مقاعد فقط في برلمان 2018 الاخير المؤلف من 128 مقعداً ، فما يُعزّز غياب التمثيل النسائي هو التفرد الذكوري الموروث في لبنان ، وفيما المرأة الافريقية وصلت الى مواقع السلطة دون كوتا نسائية ودون منّة من أحد، دعونا نذّكر الناخبين الرافضين لدور المرأة في إشغال المقاعد النيابية أو الوزارية والمتمسكين بالذكور ببعض كلمات أغنية فيروز "قصقص ورق ساويهم ناس قصقص ورق على اسم الناس سميهم بأساميهن ونحاكيهن ويصيروا ناس" ومساطر بعض هؤلاء امامكم على شاشات التلفزة والتعليق لكم 

✍️ ‎نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0