· 

بين الدهشة والخيبة … اغراءات وأمنيات

 


لا تتوقف الحياة عند رحيل أحد كما أن أوجاع الرحيل قد تكون أحيانًا افضل بكثير من جراح البقاء بالاخص عندما يصبح العتب أكبر من الحرف والخيبة أكبر من الدهشة والصمت أجمل ردٍ ، حتى وَصلتُ الى قناعة تامة من أن الاستمرار في صداقتي مع بعض الناس هي محال بل مخيبة للامال وجعلني هذا القرار  أشعر براحة نفسية رائعة.


ورغم قناعتي أن فرصة الحصول على معرفة حقيقية وعلى صديق جديد في أيامنا هي من المسائل المعقدة نسبياً بعد ان أصبح العالم الافتراضي مسرحاً لاستعراض الإمكانيات وخاصة على مواقع التواصل الاجتماعي من جهة يقابلة في الجهة الاخرى أعتزال لبعض الناس عن ولوجها بعد أصابتهم بالوحدة نتيجة خسارة ما على هذه المواقع ، والكل خاسر هنا إلا الشخص المُدرك ان العلاقات على مواقع التواصل تخضع لمنطق المقارنة الظالمة الزائفة حينًا والمثيرة للاحزان أحياناً .


وهكذا أرى أن الحفاظ على أصدقائك والتمسّك بهم بات امراً في غاية الاهمية لأن من يملك صديقاً  مُقرباً لا يجب ان  يُفرّط به خاصة أمام اغراءات معرفة أشخاص جدد ،لذلك نجد أنفسنا أمام قناعة أن علاقاتنا الحقيقية هي فقط التي عرفناها في الماضي وهذا فعلاً صحيح لأنها نشأت في هدوء وصبر ولا يُمكن تعويضها بعلاقات عابرة مع اشخاص جدد من العالم الحقيقي أو الافتراضي الذين قد يقفلون حساباتهم الحقيقية أو الوهمية ويتخلون عنك عند حصولهم على منصب ما وشعورهم إن وجودك بقربهم ومحبة الناس لك قد يزعجهم وذلك في غاية السهولة والبساطة .

نقولا ابو فيصل ✍️ ‏

Write a comment

Comments: 0