· 

بين الانجاز والاعجاز ... صمود ومقاومة

ولد الانسان ليكون واقعيًا وليس كاملاً ، فالكمال هو لله وحده ، ولكن بالعزيمة والاصرار وقوة الارادة يمكن للانسان ان يحقق الانجازات العديدة وعلى طريقة الباحث في العلوم الدينية ريموند تشارلز باركر فأن "النجاح والفشل هما نتيجة لاستخدام العقل ، فكل عقل متحمس للنجاح هو عقل حاسم ،وكل عقل مدفوع بالفشل هو عقل متردد ، فقط الحالم الذي إتخذ القرار بشأن حلمه هو الذي جلب شيئًا جديدًا ذا قيمة "

وهكذا فإن ما يمكن للعقل أن يتخيله يمكن للإنسان أن يحققه، وهكذا نجد تأثير قراراتنا في مسار حياتنا حيث ان إتخاذ قرارات سليمة يعني أن تعيش حياة أفضل.  


كما انه في اوقات كثيرة يصبح الحرص على تقديم الأفكار الجيدة والمفيدة للمجتمع والعمل على إسقاط الأفكار السيئة من تفكيرنا هو بمثابة إعجازٍ لم نكن نتوقعه خاصة  اذا قمنا "بوزن أعمالنا قبل أن توزن علينا " ومراقبة أفكارنا اليومية فأننا سوف نجد انفسنا من  اصحاب الإنجازات ، وقد نصل بإجتهادنا لتحويلها الى إعجاز .. وهكذا فأن القضاء على السلبية والخوف والرجعية والأمية الفكرية وعدم السكوت عن الحق هي إنجازات كبيرة ،والاستمرار في القضاء عليها هو  تحقيق لإعجاز مهم ، وخير مثال هو شباب لبنان الذين حققوا إنجازات تجعلنا نفتخر بهم خاصة في مواجهة الازمة المالية والاقتصادية ،إن بالانتقال للعمل في الخارج أو عبر إنشاء مؤسسات جديدة في الوطن  ، والاعجاز الاهم هو الصمود في هذه الارض وهكذا تكون الازمة قد فجرت مواهب الشباب وإنجازاتهم تحولت الى إعجاز. 


ولكن متى يصبح الانجاز إعجازاً ؟ والجواب هو في غاية البساطة فقد يصبح الإنجاز إعجازاً عندما تنجز عملاً داخل المجتمع ويكون له قيمة يقربك من الناس ويجعلك مبدعاً ومبتكراً وباحثاً عن كل ما هو جديد بل مخترعاً ، ويجعلك شخصاً مهماً في نظر مجتمعك وبين أصدقائك، وسوف ترى الجميع يحاول التودد والوصول إليك من خلال انجازاتك وربما يصل اختراع من اختراعاتك إلى حد الإعجاز وهكذا نرى ان الإعجاز في اي مجتمع يكون عبارة عن وصول شخص ذو إنجازات إلى معلومة أو فكرة أو اختراع يكون المجتمع في حاجة شديدة إليها .. 

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0