· 

بين أقتحام السماء وأقتحام جهنم وأقتحام اللامركزية الادارية 

لم تستهويني السياسة ‏يوماً ولن أفكر في أقتحام أبواب جهنم ويؤيد وجهة نظري هذه صديق ونائب حالي ومستقبلي دخل هذا المعترك "وجلب الدب لكرمه" كما همس لي يوماً، في وقت نجد قلة قليلة من الاوادم والاكفاء وأصحاب السمعة الطيبة لا يزالون مصرين على ركوب سباق الدخول الى عالم السياسة لموسم  2022 ،في حين ان باقي اللبنانيين الاوادم موجودون في سباق أخر لاقتحام ابواب السماء بالصلاة ورفع الادعية الى الله طالبين تحقق اللا مستحيل وهو خروج لبنان من النفق المظلم ،


أن إحتراق قلوب اللبنانيين اليومي على مالهم ورزقهم وهجرة ابنائهم ،يقابله ذل وقهر وموت بطيئ كمن يشرب السم على دفعات لم يعد يحتمل , وقد بلغ السيل الزبى من بعض اللاعبين في السياسة اللبنانية والمصفقين لهم من الشعب  وبعض وسائل الاعلام المأجورة ، وفيما نعيش طغيانهم وظلمهم في الداخل نجد خنوعهم وخضوعهم  للخارج في الوقت ذاته ،حتى تأكد المؤكد أن فساد الشعب من فساد الحكومات والمرجعيات السياسية…وفساد الحكومات والمرجعية من خنوع وذل الشعب !


لا ازال اذكر  مشاهد زيارة الرئيس الفرنسي مركزاً طبيًا للابحاث العلمية في باريس ، وعند سؤاله عن جنسيات الأطباء الباحثين فيه جاءت الاجابات بأنهم من لبنان والمغرب والجزائر وتونس ومالي والسنغال وقد اقتحموا ابواب اوروبا العجوز قسرًا علمًا أن  هذه العقول المبدعة كانت أولى بها بلدانها ،لكن ظلم حكامها بكل أشكاله طرد هذه العقول واستقرت هناك رغم حاجتنا إليها. 


وبناء على ما تقدم ننعي اليكم النظام اللبناني الفاشل وندعوكم الى أقتحام ابواب الجرأة والحديث عن اللامركزية الادارية الموسوعة وتحويل لبنان الى مقاطعات ادارية متحابة وصديقة قابلة للحياة اقتصاديًا وسياسيًا وتنمويًا بعد احتفاظ كل مقاطعة بأموال عائداتها وخصوصيتها. 

نقولا ابو فيصل ✍️

Write a comment

Comments: 0