خلق الله الملائكة عقولاً بلا أجساد وبلا شهوات وخلق الحيوان جسداً وشهوة بلا عقل ، وكان كرمه مع الانسان ظاهرًا حين خلقه جسداً وعقلاًً وشهوة ، وهكذا نجد الانسان حين يتغلب عقله على شهوته يكون أقرب الى الله ويلتحق بالملائكة ، وحين تتغلب شهوته على عقله يكون أبعد عن الله ويلتحق بالحيوان ، والشهوة هي انواع عديدة منها شهوة السلطة وشهوة المال او الاثنان معًا وغالباً نجد الاولى تجلب الثانية خاصة اذا كان المال حرامًا.
في لبنان كانت أكثر المشاكل التي يعاني منها الموظفون في عملهم هي الاستياء من سوء مكان العمل ،وبعد المسافة عن السكن ، لكن اليوم وبعد الانهيار الكبير دخلنا في كلفة الوصول الى العمل العالية جداً وتدني قيمة الرواتب كثيرًا ! يضاف اليها عدم الرضى في العمل نتيجة انعدام التقدير والضغوط النفسية وعدم التطور الوظيفي وبطبيعة الحال يقود هذا الاستياء بالموظف الى التواجد في عمله "بجسد دون عقل " وتقل إنتاجيته وينعدم إبداعه وتختفي الرغبة في التميز وينخفض مستوى الأداء عنده وتتزايد أيام الغياب عن عمله ، كما يؤثر ذلك على الذاكرة ومهارات التفكير بشكل سلبي.
مثال أخر على "أجساد بلا عقول" تجدونها عند بعض حكام لبنان ممن استباحوا وهدروا وتقاسموا خيرات الوطن اللبناني على مدى ثلاثين عامًا ، نعم في لبنان طغمة حاكمة فاقدة للعقل والادراك وحب الاوطان والتمييز بين مصلحة لبنان ومصلحة أعداءه ،فهم لا يدرون الى اين يأخذون البلد ،وربما قالوها زلة لسان مرة ، نسألك ربي والهي ان تنجي لبنان من الاسوء الذي ينتظره طالما نحن مستمرون في التدخل في شؤون غيرنا ونجلب بمعرفة او بغير معرفة الدب الى كرمنا ولا نتعظ.
نقولا ابو فيصل ✍️
Write a comment