· 

ميزة جديدة لفيروس كارونا

 

عندما بدأ تفشي فيروس الكورونا في أواخر العام 2019 لم يكن أحد يتوقع انتشاره بشكل سريع وغير مسبوق على مستوى العالم ليتحول الى جائحة سببت بإعلاقات عامة في معظم بلدان العالم ومع هذه الإغلاقات الكاملة تأثر العديد من السكان وتغيرت كل مخططاتهم.

 

من هذه المخططات السفر الى الخارج ولكن مع إغلاق المطارات يتم الغاء هذه المخططات, وهذا ما سيحصل مع "جان" وهي امرأة متزوجة ولديها ولدان ولكنها بحاجة للخروج من

الروتين والهرب من زوجها وعدم مبالاته تجاهها في الفيلم اللبناني الجديد "كارونا", وهي الطريقة التي يلفظ فيها القروي في الشريط اسم الفيروس وبذلك انعكاس لفئة كبيرة من اللبنانيين الذين لم يؤمنوا بوجود الفيروس ولا بخطره شأنهم شأن الدولار الذي كان يتصاعد بوتيرة مفاجئة ووصل الى الرقم المهول الحالي, الفيلم من إخراج وكتابة شادي حنا ومن بطولة ندى بو فرحات وعبودي ملاح الذي شارك بالكتابة والانتاج التنفيذي للفيلم.

 

الشريط ينطلق من فيروس كورونا وأثاره على المجتمع في لبنان وعلى العائلات التي, وفجأةً, وجدت نفسها "محجورة" في المنزل ومع فرص محدودة للخروج. بعد إصابة الجار بفيروس كورونا, انتقل الذعر الى داخل منزل العائلة التي تبدو "على الموضة" بشكل مصطنع أحياناً والتي تتكلم باللغة الإنكليزية للتواصل بين أفرادها وتجد نفسها مضطرة للعودة الى القرية وذلك هرباً من خطر العدوى بالفيروس.

 

يقول المخرج شادي حنا أن تصوير الفيلم تم في قرية "عازور" وهي مسقط رأسه وبالتحديد صُورت مشاهد الفيلم في المنزل العائلي. وعن الصعوبات التي واجهت مراحل انجاز الفيلم, يقول حنا أن الأزمة الاقتصادية أرخت بظلالها على الانتاج والقرار بعرض الفيلم ولكن بإصرار وتشجيع من الممثل عبودي ملاح أُتخذ القرار بإكمال الفيلم وعرضه في الصالات اللبنانية.

 

خلال الجائحة تم الحديث كثيراً عن الأثر البيئي الإيجابي للفيروس على كوكب الأرض الذي التقط أنفاسها بفضل بقاء السكان في المنازل والحد من الأنشطة الصناعية والتجارية, واليوم بالإمكان إضافة ميزة جديدة لهذا الفيروس الذي عزز من الروابط الأسرية في الفيلم وأعاد روح الإلفة الى أفرادها وساعدها على التأقلم مع الحياة الريفية البسيطة بعيداً عن أجواء المدينة المعقدّة وكل ذلك بأجواء من الكوميديا والمواقف الطريفة التي تلعب على التناقض بين أنماط الحياة بين الريف والمدن وطريقة تأقلم العائلة البيروتية في جو مختلف كلياً.

 

ينجح الفيلم في انتزاع بعض الضحكات في زمن باتت الابتسامة صعبة جداً ونجح أيضاً في دغدغة مشاعر كل قروي في سبات عميق داخلنا وجعلنا نتوق الى حياة الريف والبساطة فيها, مترافقة مع موسيقى تصويرية رائعة بإمضاء فريق "أدونيس".

 

يُعرض الفيلم في الصالات اللبنانية في 18 ت2\نوفمبر.

 

Write a comment

Comments: 0