الأزمة الاقتصادية الحادة ترخي بثقلها على مرضى السكّري

في النسخة السادسة عشر من اليوم العالمي لمرضى السكري، أطلقت الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات - LSEDL بالتعاون مع مركز الرعاية الدائمة - CCC حملة "السكّري ما بينطر" التي تلقي الضوء على مفهوم "الوصول إلى الرعاية الشاملة". وتحدث في المؤتمر ممثلون عن LSEDL و CCC ونقابة الممرضات والممرضين وناقشوا التحديات المختلفة التي يواجهها مريض السكري خلال هذه الفترة.

مع وجود أكثر من 529900 راشدا و4000 طفلا يعانون من مرض السكري في لبنان، شكّل الوصول إلى الأدوية والمستلزمات الطبية اللازمة امرا صعبًا بسبب الأزمة الاقتصادية الشديدة التي يمر بها لبنان منذ 20 شهرا تقريبا. تأثر نظام الرعاية الصحية بشكل كبير بسبب عوامل عدة، منها التوقف عن استيراد الأدوية والمستلزمات الطبية لأكثر من 6 أشهر.

وشرحت الدكتورة باولا عطالله - رئيسة الجمعية اللبنانية لأمراض الغدد الصماء والسكري والدهنيات, خطورة الوضع موضحة أن "11٪ من البالغين الذين تتراوح أعمارهم بين 20 و79 عامًا يعانون من مرض السكري في لبنان". وأشارت عطالله إلى أن "نقص الإمدادات من الأدوية الأساسية والمبتكرة، يعرض مرضى السكري لمضاعفات تهدد حياتهم إذا لم يتم علاجهم في الوقت المناسب ومع متابعة تناولهم الدواء بشكل مستمر ومن دون انقطاع.

 "ان حصول مريض السكري من النوع الاول على الأنسولين والمستلزمات الطبية هو الأكثر أهمية"، بحسب ميشيل أبي سعد ، المديرة الإدارية فيCCC، فالأطفال المصابون بداء السكري من النوع الاول يعتمدون على الأنسولين للبقاء على قيد الحياة ويتوجب عليهم اجراء "فحص الجلوكوز في الدم" يوميًا لأخذ العلاج المناسب. وأكدت استمرارهم في بذل الجهود لضمان تأمين الحاجة من الإنسولين والمستلزمات الطبية لأطفال المركز من مرضى السكري من النوع الأول الذين تزيد أعمارهم عن 21 عامًا المسجلين لدى المركز. نخشى أن تؤدي هذه التحديات في النهاية إلى المساس بنوعية حياة أكثر من 2700 مريض يعتمدون على دعم وخدمات مركزالـ CCC, بالإضافة إلى نوعية الرعاية التي يتلقونها فيه، وهو مركز حاصل على شهادة تميز من "الاتحاد الدولي للسكري" في رعاية مرضى السكري.

 

وأوضحت الدكتورة تيريز أبي نصر أن الأنسولين هو هرمون يفرزه البنكرياس ويتحكم في كمية الجلوكوز في الدم. واضافت:"تمنع المستويات المنخفضة من الأنسولين امتصاص الخلايا للجلوكوز، وعندها ترتفع مستوياته في الدم، ومع مرور الوقت، يمكن أن تؤدي هذه المستويات المتزايدة إلى إتلاف الأوعية الدموية وتقليل إمداد الأعضاء والأعصاب بالأوكسجين والدم الغني بالمغذيات".

نقيبة الممرضات والممرضين ريما ساسين كازان ركزت على التحديات التي يواجهونها كخطوط أمامية مع مرضى السكري، خصوصا ان النقص في الأدوية وامكانية الحصول عليها يعد مشكلة خطيرة للمجتمع الطبي أيضًا، اذ ان "وجود مستوى مستقر للجلوكوز في الدم أمر بالغ الأهمية لمريض السكري". وأسفت لأن مرضى السكري في لبنان يعانون من نوبات ارتفاع السكر في الدم جراء عدم توفر الأدوية، وقد تساهم الزيادة في مستويات الجلوكوز بتطور المرض بشكل سريع ما يؤدي إلى مضاعفات الأوعية الدموية الدقيقة والكبيرة.

 

Write a comment

Comments: 0