· 

الدكتورة ميرنا أبي عبدالله ضومط تفوز بجائزة "بطلات الصحة" للعام 2021

 

 
 مُنحت النقيبة السابقة الدكتورة ميرنا أبي عبدالله ضومط لقب "بطلة الصحة" لعام 2021 خلال الحفل الإلكتروني تحت عنوان "ما بعد التصفيق: بطلات الصحة للعام 2021" الذي أحيته منظمة "النساء في الصحة العالمية" (Women in Global Health) يوم الثلاثاء 5 تشرين الأوّل حيث كُرّمت في هذا الحفل ستّة نساء في العالم تقديراً لجهودهنّ في المجال الصحي.
 
تميّزت الدكتورة ميرنا أبي عبدالله ضومط الحائزة على شهادة دكتوراه في التمريض والنقيبة السابقة للممرضات والممرضين في لبنان بالجهود التي بذلتها يوم انفجار مرفأ بيروت في الرابع من آب/أغسطس 2020 والذي أدى إلى اصابة الآلاف ووفاة 217 شخصًا من بينهم خمس ممرضات. فكان هذا الإنفجار بمثابة كارثة استدعت استجابة غير عادية من الممرضات والممرضين حيث كان للدكتورة ضومط دوراً كبيراً بقيادة الطواقم التمريضية ومتابعتهم وقد ناشدتهم الالتحاق فوراً بمراكز عملهم للمساعدة في عمليات الانقاذ.هؤلاء الممرضات والممرضون أنفسهم الذين تفانوا بخدمتهم لمعالجة المرضى والمتضرّرين أثناء الإنفجار، كانوا متجهين الى الإضراب المقرّر من قبل نقابة الممرضات والممرضين تحت القيادة الاستراتجية للدكتورة ضومط يوم 5 آب 2020 للمطالبة بحقوقهم وبتأمين بيئة عمل آمنة ومستقرّة.
 
استمرّت الدكتورة ضومط في قيادة جهود الإغاثة عقب الانفجار، وتابعت إجراءات الوقاية ومكافحة وباء كوفيد 19 على الصعيد الوطني، بما فيها منح الإجازات المدفوعة للممرضات والممرضين المصابين بكورونا وتأمين الإقامة لهم في الفنادق حيث يمكن لمن أصيب بالعدوى عزل أنفسهم. وكانت نقابة الممرضات والممرضين قد قامت بتدريب العاملين على أصول وكيفية التعامل مع فيروس كوفيد-19 قبل تسجيل أي إصابة في البلاد. وقد شاركت الدكتورة ضومط في لجنة متابعة التدابير والاجراءات الوقائية لفيروس كورونا منذ بدء عملها.
 

اقرأ أيضاً

مبادرة لتخفيف الآثار النفسية عند الأطفال بعد انفجار بيروت المدمر.

 

 
واستطاعت الدكتورة ضومط في الوقت عينه تسليط الضوء على المساهمة الضخمة التي قدّمها القطاع التمريضي  خلال الجائحة من خلال كافة وسائل الاعلام وتمكنت من دعم العاملين في المهنة ورفع أصواتهم. ولم يقتصر إصرار النقيبة السابقة وشغفها على إنشاء التحالفات الاستراتيجية والتحدث باسم الممرضات والممرضين بل استطاعت منحهم الدعم المعنوي الذي هم بأمس الحاجة إليه واستطاعت قلب الموازين وتغيير صورة الممرضات والممرضين وجعلهم محل تقدير.
 
تعريف عن منظمة النساء في الصحة العالمية:
إنّ منظمة "النساء في الصحة العالمية" هي أكبر شبكة تجمع نساء وحلفاء يعملون من أجل تحدّي القوة والامتيازات في المساواة بين الجنسين في قطاع الصحة. تأسست سنة 2015 وتضم اليوم أكثر من 50 ألف مؤيد لها في أكثر من 90 دولة مع 25 فرعًا رسميًا. ويُحدث الفريق العالمي وشبكة فروعه التغيير عبر حشد مجموعة متنوعة من القائدات الناشئات في قطاع الصحة ودعوة قادة الصحة العالمية القائمين للإلتزام بتطوير أنظمة مؤسساتهم ومساءلتهم.
عقدت منظمة "النساء في الصحة العالمية" مذكرة تفاهم مع منظمة الصحة العالمية للعمل على المساواة بين الجنسين، وتحديدًا في القوى العاملة الصحية والتغطية الصحية الشاملة.
 
حفل تسليم جوائز "بطلات الصحة":
تضمن الحفل كلمات ألقيت من قبل:  د. تيدروس أدهانوم غيبريسوس، المدير العام لمنظمة الصحة العالمية، وفخامة ألين جونسون سيرليف، الرئيسة السابقة لليبيريا، وأنيتا باتيا نائبة المدير التنفيذي لهيئة الأمم المتحدة للمرأة ومساعدة الأمين العام لهيئة الأمم المتحدة، ولورين مور، نائبة رئيس منظمة "غلوبل كوميونيتي إمباكت، جونسون آند جونسون.
 
وثم أعطيت الكلمة لبطلات الصحة السبع لمناقشة مطالبهنّ واقتراح الحلول اللازمة لتحقيق المساواة الصحية العالمية والقضاء على الجائحة ومعالجة المشكلات الأكثر تحديًا التي تواجه النساء العاملات في قطاع الصحة على المستوى العالمي.
 
تجدون أدناه نبذة مقتضبة عن بطلات الصحة الذين كرّموا مع الدكتورة ضومط خلال الحفل:

 

  •  غريسي تريجو، ممرضة وبطلة الصحة النفسية، من دولة بَنَما؛ تعمل على ضمان وصول خدمات الصحة النفسية الى السكان المقيمين شمال وجنوب أميركا، لا سيّما السكان الأصليين والمهاجرين ومجتمع الميم وضحايا العنف والأشخاص الذين عانوا الأمرين بسبب العزلة.
  • جاين نجيري كاغويريا كوباي، مساعدة في غرفة العمليات، من دولة كينيا؛ حارسة أمن سابقة، وهي الآن مساعدة في غرفة العمليات تثقف المجتمعات والمرضى حول كيفية منع انتشار فيروس كوفيد-19، من خلال معالجة المخاوف ووصمة العار المرتبطة بالمرض ولقاح فيروس كوفيد-19.
  •  نيها ماناكني، قابلة قانونية من دولة باكستان؛ تعمل على تحسين وصول النساء إلى الخدمات، وزيادة الثقة وتزويد خريجات اختصاص القابلة بالمهارات التقنية، وتقدم الدعم المالي للخدمات المجتمعية التي تقودها القابلات، كما تناصر في الوقت عينه من أجل النساء والقابلات والمشاكل التي يواجهنها في خلال الجائحة.
  •  الدكتورة روث ديربيا، طبيبة عامة، من دولة أثيوبيا؛ تعمل على تعميم مبدأ الإندماج الاجتماعي في أثيوبيا بالشراكة مع وزارة الصحة لسدّ الفجوة الجندرية في محو الأمية الرقمية.
  • الدكتورة فاندانا غوبيكومار، بطلة الصحة النفسية من دولة الهند؛ تعمل على تصدي المحظورات الناتجة عن الصحة النفسية وتدعم النساء المستضعفات من جراء جائحة فيروس كوفيد-19.
  •  راماتو جالوه، عاملة في مجال الصحة المجتمعية، من دولة سيراليون؛ أدارت صندوق الدعم المالي لفيروس كوفيد-19 لأفريقيا (CAF-Africa) الذي جمع حتى الآن نحو 20 مليون دولار أمريكي لتوفير أكثر من مئة مليون من مستلزمات الحماية الشخصية لمئات الآلاف من العاملين في الخطوط الأمامية في قطاع الصحة من كل أصقاع العالم.
أهمية دور النساء في الصحة واحترام مبدأ المساواة:
إنّ جائحة كوفيد-19 قد سلّطت الضوء بشدّة على أهمية دور النساء العاملات في قطاع الصحة والرعاية وعلى أوجه عدم المساواة بين الجنسين ضمن القوى العاملة في الصحة. إذ تمّ تصنيف العاملات في قطاع الصحة والرعاية كبطلات إثر بقائهنّ في الخطوط الأمامية في خضمّ مواجهة الجائحة. إليكم بعض الأمثلة عن عدم المساواة بين الجنسين:
  • تشكل النساء نسبة 70 في المئة من العاملين في قطاع الصحة، لكن لا تشغل سوى نسبة 25 في المئة مراكز عليا، بحسب منظمة الصحة العالمية.
  •  لا يتمّ دفع مبلغ 1.5 تريليون دولار أمريكي مقابل عمل النساء في القطاع الصحي، ما يعادل الناتج الإجمالي المحلي لأستراليا، بحسب هيئة الأمم المتحدة للمرأة.
  •  تحتاج البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل أكثر من 18 مليون عامل في القطاع الصحي، بحسب منظمة الصحة العالمية.
  •  سيشهد العالم نقصًا يساوي 40 مليون عامل في القطاع الصحي بحلول العام 2030، بحسب منظمة الصحة العالمية.
  • يفكر الكثير من العاملات في القطاع الصحي في ترك وظائفهنّ بسبب التحرش والرواتب المنخفضة ومناصبهنّ المتدنية. فقد كشفت دراسات حديثة أنّ نسبة 43 في المئة من الممرضات في
  • الولايات المتحدة ونسبة 33 في المئة من الممرضات في المملكة المتّحدة تفكرن في ترك مهنتهن.
لذلك شدّدت الدكتورة روبا دات، المديرة التنفيذية لمنظمة "النساء في الصحة العالمية" على أهمية إشراك النساء في القيادة  وصنع القرار في القطاع الصحي وقد أفادت التالي: "نخسر جميعًا إن لم تتولَ النساء القيادة بأعداد متساوية. فإنّ تهميش النساء في عملية صنع القرار  يُضعف أنظمتنا الصحية. وقد أثبتت لنا الجائحة أن الأمن الصحي العالمي يعتمد على النساء. والآن، وأكثر من أي وقت مضى، علينا الاحتفاء بإنجازات النساء وقيادتهنّ في قطاع الصحة لرفع مكانة القائدات والدعوة إلى اتخاذ إجراءات حاسمة لتحقيق المساواة بين الجنسين في قطاع الصحة العالمية. وستستمر منظمة "النساء في الصحة العالمية" في المناصرة من أجل إبرام عقد اجتماعي جديد للنساء يساوي بين الجنسين في قطاع الصحة والرعاية إلى أن يصبح الأمر حقيقةً".
 
تأثير جائحة كورونا على القطاع الصحي:
إنّ منظّمة النساء في الصحة العالمية سلّطت الضوء على "أثر فيروس كورونا على النساء العاملات في قطاع الصحة" من خلال تقرير سيصدر لاحقاً خلال الشهر الجاري يدعو الى بناء عقد إجتماعي جديد للنساء العاملات يتلخّص على النحو التالي:
 
لقد كان عامي 2020 و2021 بمثابة عقوبة للعاملين في قطاع الصحة. فبلغ عدد الوفيات الرسمي الأخير في صفوفهم 115 ألف ضحية جراء فيروس كوفيد-19، لكن قد يتبين أنّ العدد الحقيقي يصل إلى 500 ألف. إضافةً إلى ذلك، قد يعاني ملايين العاملين الصحيين على المدى البعيد من صدمة نفسية نتيجة تعاملهم مع فيروس كوفيد-19. كما سيستمر عدد الوفيات وعوارض فيروس كوفيد-19 الطويلة الأمد في الارتفاع في البلدان المنخفضة والمتوسطة الدخل بسبب قلّة عمليات التلقيح، إذ لا يتعدّى معدّل التلقيح المزدوج نسبة 1 في المئة من السكان البالغين ما يعرّض الصحة لخطر كبير. وأصبح العاملون في قطاع الصحة محبطين وغاضبين في الوقت عينه، وقد أعلنوا الإضراب في أكثر من 90 دولة. وفي البلدان ذات الدخل المرتفع مثل المملكة المتحدة وأستراليا، إذ يخضع العاملون في قطاع الصحة لهجمات إلكترونية وجسدية من معارضي فكرة أخذ اللقاح، وبات عدد كبير منهم يخطط لترك المهنة، أي ثلث الممرضات والممرضين في المملكة المتحدة، بحسب كلية التمريض الملكية.
 
لا يستطيع العالم تحمل خسارة أي عامل ذات خبرة في قطاع الصحة. ولم تنتهِ أزمة فيروس كوفيد-19 ولا الأزمات الصحية المرتبطة بها بعد. وباتت الحاجة ملحة اليوم إلى إبرام عقد اجتماعي جديد لتثبيت النساء في القوى العاملة الصحية ولجذب عدد أكبر منهنّ لملء ملايين الوظائف الشاغرة في هذا القطاع.

لذلك تحتاج النساء إلى مقوّمات أساسية لمزاولة عملهنّ على نحو أفضل لتقديم نتائج صحية فعّالة للجميع ومن أهم هذه المقوّمات: العمل اللائق، الأمان الاجتماعي، الكرامة والأجر العادل والقيادة  المتساوية. وسيشكل هذا العقد الاجتماعي الجديد أساسًا متينًا للمساعدة في تلقيح العالم وإنقاذ الأرواح وبناء هيكلية صلبة للنظام الصحي وتحقيق الأمن الصحي العالمي.

 

 

Write a comment

Comments: 0