· 

بين الاعتذار والانكسار شموخ شعب


هناك من يخلط بين الاعتذار والإنكسار

فالاعتذار هو عزّة وشموح وتربية وكبر

‏بينما الانكسار هو حالة تشبه غصة في القلب تبقى لمدى طويل مع الانسان حتى الممات ربما ، لذا لا تتردد في الاعتذار ممن احببت إذا أخطأت تجاهه أو تصرفت معه تصرفاً غير لائق فالاعتذار صابون القلوب، ويتوجب عليك  التنازل والاعتذار حتى لو لم تكن مخطأ لكي يستمر الحب وتستمر الحياة ولا يغرق المركب.


الاعتذار ما كان يوماً عيباً بالعكس فهو يرفع من قدرك عند الناس، لذا وجب علينا التخلي عن الكبرياء اذا اخطأنا ، نعم يجب ان نعتذر ولا ننهي العلاقة، واذا تقدم شخص بإعتذار منك  لا يجب ان ترده أو تكسره لانه ما اعتذر لك الا لانه يريد الحفاظ عليك ، على انه فيما لو بادرت بالإعتذار عن خطأ ارتكبته بقصد او بغير قصد فهذا يعني انك  شجاع ، أما أن تعتذر بعد فوات الاوان فإعتذارك هذا هو إنكسار وهز مصداقيتك امام الناس. 


الاعتذار الصحيح له شروط لا بد من توفرها وأهمها: سرعة المبادرة بالاعتذار، عدم محاولة تبرير الخطأ، الصدق في الاعتذار، عدم التعالي أو التلاعب بالكلمات، اختيار الوقت ، كما ان الإستهتار بالزعل وعدم الإعتذار عن الخطأ يمحي مكانة الشخص من القلب تدريجياً ، واذا كان الاعتذار الذي لا يليق بحجم الجرح  هو جرح آخر ، فأن الاعتذار الذي لا يليق بمقام الخطأ، هو خطأ اخر أيضًا ، ووحده الجاهل يرى في الاعتذار  اهانة للنفس، ولقد تعلمت في مدرسة  الحياة ان الإفراط في العطاء والاهتمام بالاخرين يعرضك  للاستغلال ، الإفراط في التسامح يعلم الناس التهاون في حقك، الإفراط في الطيبة يجعلك تعتاد الانکسار، ، فكم من طباع جميلة إنقلبت على أصحابها بسبب الإفراط فيها.


وأخيرًا أتقدم بالإعتذار من حكامنا بسبب غزارة شتائم الشعب لهم هذه الايام وهم "من جلب الدب على كرمه" فلو هم رحلوا بشرف لكان أفضل لهم، كما اتقدم بخالص الامنيات بدوام الانكسار والذل والهزيمة للطغمة الحاكمة في لبنان التي اشبعت شعب لبنان ذلاً وفقراً وتسببت بالبطالة والانهيارات الاقتصادية والمالية وسنفرح قريباً بسقوطهم المروع اذا اراد الله حيث ان هزائم اهل السلطة في لبنان ستكون انكساراً ولن يكون بعدها اعتذارا وما جرى في انتخابات النقابات ما هو الا مجرد بدايات سيتبعها سلسلة لا تتوقف من الانهيارات للمنظومة الحاكمة تطال سلطة فاسدة لا تعرف الرحمة ، والتي غدونا في ايامها جثث متحركة نبحث عن الفرح في كل الوجوه ونبحث عن الكرامة امام الصيدليات والافران والسوبر ماركت ومحطات المحروقات. 

   

‎نعدكم أننا سوف نبقى نعيش الشموخ الذي يتحدى الانكسار ‏ونبقى العناد الصعب وسوف نبقى نقلق راحتكم ونقض مضاجعكم حتى لو كنا ننزف الما وخاطرنا مكسور ، نحن شعب لا يهان عند الإنكسار  والذل ولن يركع بل سيزداد قوة ليبدأ في سرد قصة شموخه. نقولا ابو فيصل 

✍️


Write a comment

Comments: 0