· 

بين الربح والخسارة وادارة المخاطر

من المفاهيم الإدارية الحديثة «إدارة المخاطر» وهي بإختصار عملية قياس وتقييم للمخاطر وتطوير إستراتيجيات لإدارتها وتقليل آثارها السلبية وقبول بعض أو كل تبعاتها.

ولعل ما هو متعارف عليه في قاموس الصناعة كما الزراعة هو غير المكتوب في دفاترهما ، ولا يوجد فرق بين الربـح والخساره في السنوات الاولى للمشروع لان المطلوب اولاً تحقيق اهداف تجعلنا نفتخر بها ، على ان تحقيق الارباح يكون نتيجة تحقق الأهداف وليس قبلها ، كما ان تحققها دفعة واحدة ليست شرطاً للنجاح والاكتفاء بما نحصل عليه في السنوات الاولى لإنشاء المشاريع كافٍ للبدء بمراجعة نقاط القوة والضعف والعمل على تحسين النتائج في مراحل اخرى بما يتناسب بين الربح والخسارة ، على ان إدارة المخاطر في كل جوانب حياتنا هو حاجة لتفادي الخسائر قدر الإمكان، وخاصةً الخسائر المعنوية لأنه بعد كل خسارة، كثيرون هم اللذين ينكفؤون على أنفسهم ويلعنون أقدارهم ويحملّون مسؤولية الخسارة على من حولهم ، وقليلون هم من لديهم مهارة تقبل الخسارة بهدوء وأعصاب قويّة كما يتقبلون الرّبح بفرح وبروح الانتصار.

وبين الربح والخسارة تكمن تفاصيل كثيرة اهمها  الولاء والانتماء‬⁩ للمشروع والعمل كفريق عمل واحد ، فالحياة ليست للإنتصارات الدائمة ولا للهزائم المتكررة، بل  هي مزيج بين الربح والخسارة ومن ذاك الربح ‏نستفيد ومن تلك الخسارة نستقي الخبرة ونتعلم الدروس ، هكذا هي الحياة تمر علينا ، على أن مواجهة الخسارة والتغلب عليها في أيامنا هو بمثابة قدر لا مفر منه وهو  يتكرر في حياة اللبناني الذي يعيش  سنوات عزابه على ارض الوطن ، لذا علينا ان نكون مستعدين لتجاوز هذه العواقب والمضي قدماً، إلا أن تأثير تكبّد الخسارة يختلف من شخص لآخر، ويمكن في بعض الأوقات  أن نخسر المزيد نتيجة كل خسارة ما لم نتعلم منها ، ولا يجب ان نفقد الثقة بأنفسنا لانها سوف تكون تجربة قاسية لها الكثير من التداعيات الحياتية علينا لفترة طويلة ،لان كل الخسارات تعوض انما الخسارة الكبرى حينما تفقد نفسك وذاتك وطموحك، وقد ثبت ان الاستعداد لتقبل الخسارة هو مهارة تساهم  في إعادة بناء قدراتنا مستقبلا  للبحث عن طريق النجاح والأسباب التي تؤمن الربح حتى نسلكها، وتحدد الأسباب الموصلة للخسارة وتجنبها.

وفي اخر الكلام كن متفائلاً صديقي اللبناني رغم الصعوبات التي نمر بها ولا تنسى أن  ما كل تملكه هو عرضة للخسارة بدءاً من المال ،المنصب ، الوظيفة أو الاعمال التجارية ، المصرفية والتجارية والصناعية والزراعية ، حتى الناس والاحباء والازواج والاولاد والاهل والعلاقات الاجتماعية وكل من حولك، فالاستعداد دائماً لقبول الخسارة هو ربح للذات ، وربما نحن لا نعرف شيئا عن الخسارة الحقيقية... وهي خسارة الأوطان ، إلى أن نخسر وطناً هذا جنة الله على الارض ، هذا الوطن الذي أحببناه ولكننا لم نحافظ عليه وحقه علينا ان نعترف اننا كنا  شركاء في كل الويلات التي حللت به بالقول اوبالفعل وصولا الى ايصالنا عبر صناديق الاقتراع جلادين الى السلطة . اللهم ابعد عنا مرارة خسارة وطن واحفظ لنا لبنان وانت السميع المجيب. نقولا ابو فيصل

Write a comment

Comments: 0