· 

بين حياة الذل وخيارات الهجرة والحل الثالث

تعبيرية
تعبيرية


‎ في غالب الاحيان يضع المواطن حلولا لمشاكله الحياتية بين احتمالين اثنين 

‎إما النجاح أو الفشل وهذا ما يضعه أمام

‎الله ولكن هل تذكّرنا أن للرب دومًا طريق ثالث لا يمكن ان يخطر على بالنا ، تعال معي نستعرض بعض احداث الكتاب المقدس


‎- ١- حين مرض لعازر لم تفكر مريم ومرثا إلا في فكرتين: إما أن يأتي المسيح "الآن" ليشفيه، أو ان يموت لعازر ليقوم في الحياة

‎الابدية لكن المسيح أتى ومعه حل ثالث

‎ وهو إعادة أخيهم إلى الحياة... بعد أربعة أيام من موته (يوحنا ١١)


‎- ٢- حين عاد الابن الضال وقد بدَّد ميراثه ، كان يتوقع ردَ فعلٍ من إثنين: إما أن يطرده والده، أو في أفضل الأحوال يَقبَله كأجير ليسدد ديونه من عمله كخادم

‎لكنه فوجئ بالاختيار الثالث: أعاده ابوه إلى مكانته فألبسه الحُلَّة الأولى، وأعاد له كل كرامته.


‎- ٣-حين رأى التلاميذُ المولودَ أعمى، فكروا في إجابتين: «مَنْ أَخْطَأَ: أهذَا أَمْ أَبَوَاهُ حَتَّى وُلِدَ أَعمَى؟»

‎لكن السيد المسيح أضاف إليهم إجابة ثالثة جديدة على أذهانهم هي: "لا هذَا أَخْطَأَ وَلا أَبوَاهُ... لكِنْ لِتَظْهَرَ أَعْمَالُ اللهِ فِيهِ!"

 (يوحنا ٩)ثم خلق له عينين جديدتين.


‎- ٤-حين تأخر الوقت وجاعت الجموع، وضع التلاميذ أمام المسيح خيارين: إما أن يصرف الجمع "لِيَذْهَبُوا وَيَجِدُوا طَعَامًا"، أو "لنَذْهَبَ وَنَبْتَاعَ طَعَامًا لِهذَا الشَّعْبِ كُلِّهِ"

‎وبعد ان احتاروا قدم لهم حلاً ثالثاً، فأطعم الجمع من الخبزات الخمس والسمكتين حتى "أَكَلُوا وَشَبِعُوا جَمِيعًا"  (لوقا ٩)


‎- ٥-حين سمع شعب إسرائيل بخروج جيش فرعون خلفهم، لم يخطر على بالهم سوى احتمالين: إما أن يقتلهم المصريون، أو يستعبدوهم إلى مصر مرة أخرى. 

‎لكن الله منحهم الاختيار الثالث الذي لم يخطر لهم على بال وشقّ لهم البحر ليعبُروا منه بسلام (خروج ١٥).

—————————

‎لكل من يقرأ ويتابع مجريات الاحداث المتسارعة في  لبنان حيث بلغ الذل والفقر  

‎ذروته وحيث تبدو جميع الافق مسدودة امام الجميع ،كما ان التراشق الاعلامي بين المقامات الرفيعة في البلاد سجل اليوم سابقة خطيرة ،مما يؤشر  بالمزيد من التدهور المعيشي والاقتصادي وانعدام الحلول ، يبقى انه ومهما احتار المواطن اللبناني المغلوب على امره ، المنهوب من حكامه ماذا يفعل واين المفر من المكتوب القاتم السواد القادم ، يظل هناك حل يجده الله من العدم، فلا تحصر نفسك بين خيارين وتنسى ان الله لديه دائما خيار ثالث لا يخضع للمنطق البشري ولا لقوانين الطبيعة

‎فلنطمئنّ في كل حين لأن ما عند الله ليس عند البشر ، ولم يخطر على بالنا، تذكرونا الحل الثالث وتذكروا ان الله معنا والخير قادم مهما تبلدت السماء بالغيوم في منتصف حزيران 

نقولا ابو فيصل ✍️ 


Write a comment

Comments: 0