· 

إطلاق منصّة "لوريان توداي" الإخباريّة من أجل صحافةٍ مستقلّة في مرحلةٍ عصيبةٍ من تاريخ لبنان


اليوم، وأكثر من أي وقت مضى، تبرز أهميّة مهنة الصحافة في المرحلة العصيبة والحاسمة التي يمرّ بها لبنان. انطلاقًا من هذه القناعة الراسخة، يسرّنا الإعلان عن إطلاق منصّة "لوريان توداي" الإخباريّة، على العنوان التالي: www.lorient.today.

فبعد مرور ما يقارب مئة عامٍ على تقديم الأخبار باللغة الفرنسيّة، ها نحن اليوم نخوض تجربة المزيد من الانفتاح وتوسيع الأُفق في اللّغة الإنكليزيّة، من خلال إطلاق موقع "لوريان توداي" التابع لصحيفة "لوريان لوجور"، فيما نحافظ على القيم التاريخيّة التي لطالما آمنّا بها، والمتمثّلة بالدفاع عن الحريّة والانفتاح والتسامح؛ والمطالبة بتطبيق الشفافية والمساءلة؛ ونشر مبادئ المساواة وحقوق الإنسان؛ وحماية شرائح المجتمع الأقلّ حظوةً؛ وتمتين الروابط بين لبنان والجالية اللبنانيّة والعالم.

اليوم، تعصِف تغيّرات تاريخيّة بوطننا، معرّضةً كيانه وصميم فكرة وجوده لخطر الزوال. لقد مضت سنة منذ أن هزّت لبنان موجة احتجاجات واسعة النطاق؛ قُلْ إنّها "ثورة" أرادها الشعب لإسقاط الطبقة السياسيّة الفاشلة. وقد تزامن التعبير عن الاستياء، بهذا الشكل الصريح وغير المسبوق، مع بدء انهيار النظام الاقتصادي اللبناني المحتضِر أساسًا. وللمرّة الأولى، تخلّى المواطنون عن انتماءاتهم الحزبيّة، وملأوا الشوارع والساحات، مستنكرين النظام السياسي المتربّص بانتمائهم للوطن. عزّزت هذه الصحوة الشعبيّة، التي طال انتظارها، الحاجة الملحّة لوجود صحافة تتمتّع بمصداقية عالية، تقدّم الأخبار التي تهمّ في الوقت عينه اللبنانيين المقيمين في البلد، والجالية اللبنانيّة المسمّرة خلف شاشات الهواتف الذكية، تُحاول فهم الوضع المستجدّ ومتابعة آخر التطوّرات. وجاءت مأساة تفجير مرفأ بيروت في الرابع من آب (أغسطس) لتزيد طين الانهيار الاقتصادي بلّةً، فدفعت بآلاف المواطنين الى الهجرة، وزعزعت أوضاع وسائل الإعلام التي كانت تعاني أصلًا من صعوبات كبيرة، فقوّضت تنوّع مصادر الأخبار فيها، وأرغمتها على الاكتفاء بالحدّ الأدنى وغير الكافي منها.

اليوم، تفتقر الصحافة إلى المعلومات الوافية، ومقالات الرأي التي تعرض وجهات النظر المختلفة، والتحليلات بالنقد البنّاء، في محاولةٍ جماعيّة تهدف إلى استشفاف الطرق الممكنة لمواجهة التحديات التي تقف أمامها البلاد. في هذه الظروف الاستثنائية، ستوفّر منصّة "لوريان توداي" الإخباريّة تغطية شاملة لأبرز المستجدّات السياسيّة والاجتماعيّة والاقتصاديّة، لا بل ستتخطّى مرحلة نقل الخبر فحسب، وتسعى لتحليل المسبّبات والدوافع وعرضها. فنحن نعتبر أن تأدية رسالتنا الصحافيّة الأسمى لا تتحقّق بمجرّد تغطية الوقائع التي تتناقلها علنًا كلّ وسائل الإعلام، بل من خلال كشف النقاب عن الحقائق والخلفيّات المهمّة التي تصبّ في خانة المصلحة العامة. من هذا المنطلق، ستكون مُساءلة السلطة في قلب مهامنا الحيوية، لا سيّما في ظلّ تمسّكنا المطلق بضرورة التدقيق بالمعلومات والتحقّق من صحّتها قبل نشرها، على غرار ما ينصّ عليه شعارنا: "قُل الحقيقة في وجه السلطة". طبعًا، ستشكّل تغطية الأخبار صلب عملنا، لكن نشر الآراء التحليليّة حول هذه الأخبار سيكون أساسيًّا أيضًا، بحيث نقدّم وجهات نظر الخبراء ومجموعة متنوعة من الآراء إلى قرائنا.

سوف تلتزم منصّة "لوريان توداي" بقاعدة أساسية تتّبعها مجموعة "لوريان لوجور"، ألا وهي استقلاليّة المحتوى التحريري وإعطاء غرفة الأخبار كامل الصلاحيات للتصرّف على هذا الأساس. على الرغم من الشعور بالحاجة إلى توسيع نطاق خدماتنا الإخباريّة عبر هذه الوسيلة الجديدة بهدف نشر القيم التي نناضل من أجلها، إلا أن إطلاق منصّة تنطق باللغة الإنكليزية لا يؤثر في تعلّقنا التاريخي باللّغة الفرنسيّة، التي نكتبها منذ 96 سنة خلت، والتي ستبقى اللّغة التي نتحدّث بها حتّى رمق "لوريان لوجور" الأخير.

إنّ هدف "لوريان لوجور" على الأمد الطويل هو أن تكتب بالخطّ العريض فصلًا جديدًا من المشهد الإعلامي في الشرق الأوسط. في وقت تعاني فيه غالبية المؤسّسات الإخبارية إما من الخضوع للسيطرة السياسيّة أو من صعوبات مالية، نسعى جاهدين لبناء مجموعة إعلامية مستقلة ومستدامة. ربّما يبدو هذا الهدف الذي نطمح إليه غير واقعيّ بعض الشيء، لكننا نشعر أننا ندين به لبيروت، فلطالما كانت عاصمتنا نيشان شرف على صدر الصحافة العربية.

لا شكّ في أن الصورة التي سنرسمها عن لبنان في السنوات المقبلة ستكون قاتمة في الغالب. ومع ذلك، نتعهّد أن نبعث الأمل بمستقبل وطننا في قلب اللبنانيين أجمعين. اقرؤوا "لوريان توداي". سيكون دخول المنصّة مجّانيًّا في المرحلة الأولى. شاركونا بآرائكم وتعليقاتكم. وإذا أعجبكم اداءنا، اشتركوا لتنضمّوا إلى مجموعتنا. 

لبنان بحاجة إلى الصحافة، والصحافة بحاجة إليكم.


نايلة دو فريج، رئيسة مجلس الادارة، "لوريان لوجور"

ميشال حلو، المدير التنفيذي، "لوريان لوجور"


Write a comment

Comments: 0