بين الرعب والخيال.. فيل أزرق ثانٍ

النجمة هند صبري بدور "فريدة" الامرأة القاتلة والمضطربة نفسياً
النجمة هند صبري بدور "فريدة" الامرأة القاتلة والمضطربة نفسياً

 

المشاكل النفسية شائعة بين الناس والبعض منهم يعاني منها أكثر من غيره إذ تتحول الى أمراض من الواجب "علاجها" ومساعدة المريض/ة.


لكن ماذا عن الحالات التي يعجز العلم عن تحديدها والمساعدة على حلها؟ هذه الحالات لا تجد تعريفاً محدداً ولا دواء لعلاجها.. ومعظمها تدخل ضمن خانة "ما فوق الطبيعة" وربما "الشيطانية" التي تبث الرعب في النفوس.

 

اذا أضفنا لذلك حبوب من الهلوسة التي تجعل الانسان يتخيل أمور لا تحدث في الواقع انما فقط في الخيال وعندما بشكل غريب، ومرعب جداً،  يتداخل الواقع بالخيال ليصبحا حالة واحدة، ندخل في عالم من الخوف الذي لا ينتهي ويجعل من يعيشه ويشاهده وكأنه في كابوس!

 

من هذه الحالات "فريدة" سيدة المجتمع التي تحولت الى قاتلة لإبنتها وزوجها ومريضة نفسية في مستشفى للأمراض العقلية. وبالرغم من وجود عدد كبير من الاطباء، الى أن فريدة تطلب الدكتور "يحيى" بالإسم لمعالجتها.

 

الطبيب النفسي يحيى قرر اعتزال مهنة الطب لكن الحالة تستدرجه الى عالمها الذي سيتحول الى عالمه في لحظات من الشك، الخوف والرعب الكبير.. وإن تحول الطبيب الى متهم ومختل بسبب ألاعيب فريدة فذلك سيزيد من الطين بلّة خاصةً مع ظنون مدير المستشفى والشك بقدرة الطبيب يحيى على تقديم العلاج وهو الذي تحول الى مدمن على الكحول وحبوب الهلوسة.

 

هذه باختصار قصة الجزء الثاني من فيلم "الفيل الأزرق" الذي وبعد نجاح الجزء الأول، المُقتبس عن كتاب يحمل الإسم ذاته، يحاول أن يصوّر عالم الجنّ والاضطرابات النفسية في مشاهد تتداخل فيها كل ما لا تتوقعونه من خيال وأحداث مشوقة ومرعبة في الكثير من الأحيان.

 

الفيلم من اخراج مروان حامد الذي قدّم أفلاماً ضخمة ك "عمارة يعقوبيان" و "ابراهيم الأبيض" وهنا يحاول المخرج الابتعاد قليلاً عن نمط الأفلام التقليدية من خلال هذا الشريط من كتابة أحمد مراد ومن بطولة كريم عبد العزيز، هند صبري، نيللي كريم، اللتان قدمتا اداء مبهر ودون تبرج في معظم المشاهد، وموسيقى هشام نزيه الذي عبرً بحديث مع جريدة الأهرام عن أهميتها في سياق الفيلم: 

 

"كان مطلوبًا أن تكون الموسيقى جزءًا من ما يحدث بالفيلم، الذي يحمل كثيرًا من التعقيدات ومافيه من ردود أفعال متعددة للممثل في المشهد الواحد، وهو من أصعب الأشياء، وبما أن الفيلم خرج بشكل غير تقليدي كان لا بد أن ينطبق ذلك على موسيقاه أيضًا، بالإضافة إلى أن كثافة الموسيقى كانت عالية جدًا فكان هناك ضرورة في أن يمر ذلك دون أن ينزعج المشاهد بل ويستمتع بها."

 

يختلف الفيلم عن أفلام الرعب الباقية، الهوليودية مثلاً، بوجود خيال واسع وتقنيات نراها للمرة الأولى في السينما المصرية وتتداخل للواقع بعالم الهلوسة والاحلام من الجمال والسحر بحيث انهما يشدّان المشاهدين/ت للشريط من لحظة البداية الى النهاية المبهرة التي قد تكون مدخلاً لجزء ثالث من الفيلم (؟).

 

قد يشّك البعض بطريقة معالجة الأمراض النفسية وانتصار السحر الأسود على المعتقدات العلمية، الى أن الفيلم ينجح في تقديم نوع تفتقر له السينما المصرية، ومعها العربية، وهو أفلام الرعب. وفي هذا الشريط بالذات مشاهد الرعب ستجعل حتى أكثر محبي هذا النوع من الأفلام يقفزون من مقعدهم.

 

تنطلق عروض الفيلم في الصالات اللبنانية مع فترة عيد الأضحى بعد أن حقق ايرادات خيالية في مصر. ولمن لم يشاهد الجزء الأول، لا داعي للقلق، فالجزء الثاني بالإمكان مشاهدته بشكل مستقّل والاستمتاع به كفيلم جديد 100%.

 

إن كنتم تريدون مشاهدة فيلم واحد في العيد، لا تترددوا بمشاهدة "الفيل الأزرق 2" واليكم نصيحة أخيرة لكن قيمّة جداً: "لا تخافوا.. لكن احذروا."

 

 

 

 

Write a comment

Comments: 0